للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثمائة إردب، أصْرِف منها قدر أربعين إردبا (١)، والباقي فُرق على أهل الرباط والأيتام وأهل المجمع من طلبة العلم وجملة من الوظائف غير الصوفية (٢) لكل واحد خمسة عشر ربْعية عن كل شهر مجموع كل شهر ثلاثة وعشرين إردبًا، أعطي لكل واحد عن عشرة أشهر، فارتفق بها كثير من الناس وتضاعف دعاؤهم للواقف والناظر جزاهم الله خيرًا.

وفي مغرب ليلة الإثنين تاسع الشهر وصل إلي كتابٌ من جدة المحروسة أرسله صاحبنا الخواجا الأصيل بدر الدين حسن ابن الخواجا حسين قاوان المكي الواصل من الهند صُحْبة المراكب والصدقة المظفرية، وكان هو غائبًا في الهند في خدمة السلطان مظفر المذكور، مضمونه الإخبار بوصوله إلى بندر جدة في المركب الشاهي يوم السبت سلخ ربيع الثاني، ونزل منه ثاني شهر جماد الأول صحْبة أهل المركب والوكيل على الصدقة الملك محمد بن شيخ بن علي الكيلاني الشافعي والناظر عليها الخواجا صلاح الدين ومعهم المصحف الشريف بخط الملك مظفر شاه محمول على الرؤوس، فلما وصلوا إلى الساحل تلقاهم الأمير قاسم نائب جدة والجمالي محمد بن راجح الوزير بها وقاضيها الجمالي بن ظهيرة والتجار بها وخلق من العامة، فقبلوا المصحف ووضعوه على رؤوسهم ومشوا معه من باب الفرضة (٣) وهو محمول قدامهم إلى أن وصلوا إلى بيت الوكيل بتهليلة عظيمة وأعلام ومعهم الشيخ عبد الرزاق المساوي وكان وصل معهم من الهند.


(١) بالأصل: إردب.
(٢) بالأصل: الصوفة.
(٣) باب الفرضة بجدة: هي مخازن الميناء وإدارته كما تدلّ عليه النصوص الكثيرة الواردة في هذا الكتاب. وقد عمرها الفقيه جابر الحارثي سنة ٨٠٦ هـ / ١٤٠٣ م. انظر العز بن فهد: غاية المرام ٢: ٢٦٨.