للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف المتجددة هذه السنة. فالله تعالى يتقبل من هذا الملك فعل الخيرات، ويغفر له السيئات، وينصره نصرًا عزيزًا، ويفتح له فتحًا مبينًا، فإنه انفرد بفعل هذا عن سلاطين زمانه، فصار بذلك أوحد عصره وأوانه، فقد فاض إحسانه على الحرمين الشريفين.

وفي عصر يوم الإثنين تاسع الشهر المذكور وقع في المدرسة الأشرفية خصام بين القاضي الحنبلي محيي الدين عبد القادر بن ظهيرة والشيخ أبي الفضائل ابن الضياء الحنفي بسبب جلوس ثانيهما على طرف إيوان صغير بجانب أولهما مُعْتَلٍ عليه، فأمره بالنزول إلى جانبه فامتنع من ذلك فقام إليه وجره إلى أسفله، وتكالما كلامًا فاحشًا، فقام إليهما القاضي شرف الدين يحيى ابن القاضي عز الدين بن الفائز بن ظهيرة ومسك ابن الضياء وتوجه به إلى مجلسه فسكن الكلام. ثم بعد الحضور طلب القاضي الحنبلي خصمه بالتوجه إلى القاضي الشافعي، فتواصلا إليه ووقع بينهما خصام بحضرته ثم انفصلا على غير طائل. وانتقد الناس على كل منهما فعله فلا قوة إلا بالله. [والحنبلي شرير سفيه جاهل] (١).

وفي مغرب ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه ماتت سيدة الجميع ابنة الخواجا جمال الدين محمد بن محمود الفومني، زوجها القاضي عز الدين الفائز بن ظهيرة، ولها معه سنة كاملة إلا يومًا، فجهّزتْ في بيت والدها بالشبيكة، وصلّي عليها بعد صلاة الصبح، وشيّعها الأعيان، ودُفنت بتربة سلفها عند الشيخ الزيلعي، وعُمل لها ربعة صباحًا ومساءً، وختم لها في يوم الجمعة رابع موتها رحمها الله تعالى. وخلفتْ زوجًا ووالدة وأخًا وأختًا شقيقين. وبلغني أنها أشْهدتْ قبل زواجها أنها ليس لها ملك بل جميع الذي معها لأمها، وما ورثتْه من أبيها ملك لأخيها، والله أعلم بحقيقة ذلك.


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.