للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماعة الشريف ذلك، وكثر تشويش الناس معه خصوصًا وصار كثير من الفقهاء يتزاحمون في المجيء من مكة ويترددون إلى الوكيل، ويقول لهم: هاتوا لي خط القاضي الشافعي.

وفي يوم الإثنين خامس عشر الشهر وصل من مكة قاضيا القضاة الحنفي نسيم الدين المرشدي والمالكي الجلال الأنصاري وهما منفصلان عن القضاء لطلب استحقاقهما من المخاصمين لهما المتوليَيْن للقضاء عنهما لغيبتهما وحضور نوابهما، وجاء الخبر يوم وصولهما من عند السيد بركات بفتح الفرضة وتعشير الهندي ففرح الناس بذلك وتباشروا بوصوله خصوصًا وقد حصل الصلح بينه وبين أهل حلي عبيد بني يعقوب المشهورين بالقرب وأنهم بذلوا له أربعين فرسًا وثلاثين درعًا وعشرة آلاف دينار، وقصد العود إلى مكة، فالله تعالى يمن بوصوله ويفرج عن المسلمين ما هم فيه من التحير وعدم قضاء حوائجهم.

وفي يوم الجمعة تاسع عشر الشهر وصلتْ إلى جدة قافلة المدينة الشريفة وفيها أميرها السيد باز بن فارس بن شامان من طريق .... (١) السيد بركات صاحب مكة المشرفة وتوجه إليه بها من خارج جدة ودخل هو ورفقاؤه وهم شيخ الحرم النبوي قاضي القضاة بالقاهرة كان شرف الدين يحيى بن البرديني الشافعي وصُحْبَته ولده، وقاضي القضاة الشافعي بالمدينة الشريفة الشرفي أبو (٢) الفتح بن صالح وقاضي القضاة الحنفي شمس الدين بن الخجُنْدي، والشيخ شمس الدين محمد بن عمر وولده، وخادم الحجرة الشريفة عنبر الشجاعي الخازندار، وغيره لأجل الصدقة الهندية الواصلة لأهل


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) بالأصل: أبي.