للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناصر الشافعي وقال له: ليس هذا محل ذلك، فأنكر عليه الناس ذلك فسكت، وأعجب الشريف فعله وأقبل عليه وسأله الدعاء وقال له الغلاء والرخص من الله وهذا ليس مختصًا (١) بمكة، ووعده بالنداء وإظهار القوت فنُودِيَ بذلك في شوارع مكة، فقدّر الله تعالى ازدياد الأمر وارتفاع الأسعار خصوصًا الحب، فبِيعت الربعية الحَب المصرية بخمسة محلقة بعد أن كانت بثلاثة ونصف والربعية اللقيمية بستة محلقة، والأرز بخمسة ونصف، والذرة بخمسة، والرطل السمن بثمانية محلقة، والجبن بمحلقين ونصف، والعسل بثلاثة ونصف، واللحم كل رطل بمحلق ونصف ولا يوجد، والراوية (٢) الماء بمحلقين إلا ربعًا، والقربة بمحلق وربع.

فتشوش الناس لذلك وكانوا يترجوْن الرخص لكن [كان] (٣) أمر الله قدرا مقدورا، واستمر الشريف بركات بمكة هو وولده الشريف أبو نميْ وثانيهما متوعك وبعض الحكماء يتردد إليه حتى شُفيَ (٤)، ثم توجّه إلى وادي مر بأرض حسان في يوم الثلاثاء ثالث عشريْ الشهر. ونزل السعر بعدهم بمكة قليلًا، وتكلم جماعة الشريف بجدة مع المسعر على حَب ملك الأمراء ومنعه من البيع حتى يحضر الشريف بركات وينظر في مُوجِبه فامتنع من البيع، وانحصر الناس لذلك وطلعتْ أسعار الحب بجدة، فلا قوة إلا بالله.

وفي يوم الأحد ثامن عشريْ الشهر دخل إلى جدة أتراك الشريف نحو خمسين نفسًا وأخبروا بوصوله بعدهم فتباشر الناس بذلك.


(١) بالأصل: مختص.
(٢) بالأصل: الراواية. والراوية: قِرْبة كبيرة من جلد الثور أو الجمل.
(٣) إضافة تقتضيها الجملة.
(٤) بالأصل: شبه.