وفي عصر تاريخه زُف المصحف الشريف المظفري الواصل من الهند منزل حامله الوكيل على الصدقة، فمشى معه القضاة والأعيان من الفقهاء وأركان الدولة وغيرهم ومعهم أعلام الفقراء وهم يهللون أمامه وهو محمول على الرؤوس وله رؤية عظيمة وأبهة جسيمة ورفقته كرسي له من صندل مصفح بالفضة ودكة من خشب مخَرمة يُوضَع عليها وعدة أمتعة يوضع في وسطها من حرير وغيره، ثم وضعوه في المدرسة التي اشتراها كأبيه السلطان الأعظم والخاقان المكرم مظفر شاه نصره الله، وهي عند باب الصفا - أحد أبواب المسجد الحرام - ومطلة عليه، وكانت دارا للخواجا إبراهيم بن الزمن ثم صارت لورثة عبد الرحمن ابن الشيخ علي الدمشقي. وأمر الوكيل بالقراءة فيه إمام الحنفية السيد العلامة الصالح عفيف الدين عبد الله ابن السيد إمام الحنفية وشيخ المدرسة الحلجية (١) شمس الدين محمد البخاري الحنفي، فقرأ ابنه جانبًا من القرآن العظيم بحضرة الجماعة الحاضرين ثم بعد الفراغ دُعي لسلطان الحرمين الشريفين ولصاحب مكة ثم لصاحب الهند الملك مظفر شاه كاتب المصحف الشريف ولوزيره المسند العالي خداوند خان ثم سُلم المصحف الشريف ومفتاح المدرسة لصاحبنا الخواجا بدر الدين حسن قاوان المكي، وكان في الهند ووصل صُحبته، وجعل له على ذلك معلوم ستين دينارًا، ولم يعين القارئ في المصحف من هناك.
وفي عصر تاريخه أحرم الوكيل الملك محمد القيلاني بعمرة للسلطان مظفر شاه، وبعد العشاء من ليلة الإثنين سابع عشريْ الشهر عَمل مولدًا له في المسجد الحرام حضره الأعيان من الفقهاء وغيرهم وأوقد فيه الثريات والشموع ودعي له فيه. فالله تعالى يتقبل منه ذلك ويجزي السلطان على أفعاله الجميلة أحسن المسالك.