للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأحد سادس الشهر وصل السيد الشريف بركات من جدة إلى أرض حسان (١) بوادي مَر ومعه ولده الشريف أبو نمي وبقية جماعته.

وفي ظهر يوم الجمعة تاسع الشهر برز بعض المراكب الهندية إلى خارج المرسى بجدة.

وفي ثاني تاريخه برز الباقي، وفي ثالثه سافروا وهم ثلاثة مراكب (٢) الشاهي المظفري الكبير والتركي وطليعته وبركات الحلبي، وسافر فيهم خلق من التجار المجاورين بمكة من الأروام والشاميين والحلبيين والأعاجم وغيرهم، لأجل التجارة والربح الذي ما سُمع مثله في الزمن الماضي. وحصل للمركب الشاهي شدة عند خروجه من البندر ثم سلمه الله تعالى، فالله يكمل له السلامة، وكذا جميع المسافرين ولا أعْقَبَهم ندامة.

وأرسلتُ مع بعض المسافرين إلى الهند مؤلفيْن عملتُهما في الشهر الماضي، أحدهما للسلطان الأعظم مظفر شاه سميته حسن السلوك في فضل الملوك، وهو مشتمل على أحاديث شريفة، وآثار منيفة، مرتب على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة. وثانيهما لوزيره المسند العالي خداوند خان سميْتُه تحفة المسند العالي بنخبة الأسانيد العوالي، لشيخنا الحافظ السخاوي جمعتُه له بسؤال بعض أصدقائه من الهند وهو خالي الصالح الشيخ شرف الدين أبو القاسم بن فهد، نفع الله به، وجمع شملنا برؤيتِه.


(١) أرض حسان: من أودية مكة ذكره جار الله بن فهد في كتابه حسن القرى في أودية أم القرى، نشر في مجلة العرب (رمضان - شوال ١٤٠٣ هـ) ص ١٨٧ - ١٩٠.
(٢) كذا بالأصل، والواقع أنها أربعة مراكب كما ذكرها المؤلف في نص سابق. ويبدو أنه لم يعتبر هنا طليعة التركي مركبًا منفصلًا.