للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نقدًا. وكتب بذلك إشهادًا بعد إذن القاضي الشافعي بدفعها لهم، فإن بعض الورثة صغار (١) وبعضهم غائب.

وفي يوم الأربعاء حادي عشريْ الشهر دخل إلى جدة ثلاثة جلاب من الطور فيها حمل أمير الحاج وتليها ركبة، وفيهم قاضي القضاة الحنفي الجديد بديع الزمان بن الضياء الحنفي فتوجه إليه أخوه أبو السرور وقريبه الشيخ أبو الفضائل فلاقياه من الجلبة ونزلا معه إلى البلد فواجه نائبها وأراه مراسيمه بولاية القضاء وأكرمه بالترحيب والإنعام فأقام نحو جمعة، ثم خرج منها وتوجه إلى الشريف بركات بوادي الدكناء فواجهَهُ بها وأراه مراسيمه الثلاثة: اثنان من السيد الخنكار وواحد من ملك الأمراء نائب مصر بالوصية به والإعلام بولايته للقضاء، فقرأها وكتب على أحدها (٢) "امتثال الأمر والإجابة بالولاية". وأضافه وأعطاه فرسًا للركوب عليها عند الدخول لمكة بسؤاله. فدخل إلى مكة في ليلة الخميس تاسع عشر الشهر محرمًا وطاف وسعي وفرحتْ (٣) به والدته وإخوانه وأصحابه وهنأه الناس في صباحها بالولاية، وعُملت له سفرة طعام ودقتْ النقارة عنده.

وكان قبل تاريخه بيوم توجّه القاضي الشافعي من الوادي إلى مكة فدخلها ليلة الأربعاء تاسع عشريْ الشهر فوجد مات (٤) فيها أحد جماعته المنتمي إلى أهله الشهابي أحمد بن مصطفاي الجندي الشهير بأبيه وكان صائفًا في الوادي بأرض خالد ومتوجعًا


(١) بالأصل: صغارا.
(٢) بالأصل: فقرأهم وكتب على أحدهم.
(٣) بالأصل: وفرح.
(٤) كذا بالأصل.