وفي صبح يوم الخميس ثالث عشر الشهر ابتدئ في قراءة ربعة خلف مقام الحنفية بعد صلاة الصبح عقب ربعة السلطان سليم، شاه، قرر فيها ثلاثين نفرًا الخواجا الأجل المحترم شرف الدين ابن شيخ سوق (١) الدهشة الحلبي، وقال: إن قصده استمرارها إن شاء الله تعالى، لكن القصد شهر رمضان، فإنه باع حمل دقيق بأحد وأربعين دينارًا ففرقه على الجماعة الذين عينهم، كل واحد دينار وثلث، فالله تعالى يتقبل ذلك منه بمنه وكرمه.
وفي ظهر يوم الجمعة رابع عشر الشهر ابتدئ في قراءة ربعة السلطان مظفر شاه الكجراتي في المدرسة التي اشتُريتْ له على باب الصفا، وقرر وكيل الملك محمد القيلاني فيها أربعة أنفس، هم إماما الحنفية البخاريان والقاضي تاج الدين المالكي وأعجمي والستة الباقين فوض أمرهم إلى قاضي القضاة الشافعي فقرر فيها أخويه البدري والتاجي وابن أخيه المحبي بن البهائي وقريبه القاضي شرف الدين ابن الفائز والبرهاني إبراهيم ابن عمه القاضي شهاب الدين ومحمد ابن الشيخ عبد الكبير الحضرمي وشيخ الفراشين النوري البيسقي في تفْرقة الأجزاء، والشرفي الصلاحي في الدعاء، واستناب كلًا من الأخيريْن في ذلك، وصرف لكل منهم نصف معلوم سنة وهو ستة أشرفية، وعَين الحضور في كل يوم بعد صلاة العصر ويترك يوم الثلاثاء، وتكون بعد صلاة الجمعة قراءة إمام الحنفية الكبير في المصحف الشريف الذي كتبه السلطان مظفر شاه بيده، تقبل منه ذلك.
وقرر في طلب الدرس في المدرسة المذكورة عشرة أنفار، عين ثمانية أنفار منهم قاضي القضاة الحنفي الجديد بديع الزمان بن الضياء القرشي وهم: ١ - ولده المولود علي
(١) بالأصل: يوسف، وهو خطأ من الناسخ، فقد ذكر الشخص مرات باسم "شيخ سوق الدهشة".