للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العشاء فدخلها وصار الناس يخوضون فيه ساعة ثم وقف. فالله تعالى يُكثر الأمطار، ويُرخّص الأسعار ببركة شهر الصيام، ونبينا محمد خير الأنام.

وفي يوم الخميس ثانيه كتب الوكيل أوصالًا كثيرة الجماعة من الفقهاء في الصدقة الهندية جعل لكل واحد خمسة أشرفية وأربعة وثلاثة ودون ذلك، وبعض الأكابر من الأئمة ثمانية أشرفية، وكذا المولود من بني ظهيرة وأصاغرهم ومَن يلوذ بهم، بإشارة كبيرهم (١) قاضي القضاة الشافعي. فتشوش الناس لذلك وأطلقوا ألسنتهم بالسب والدعاء لمن كان السبب في ذلك، والله أحْكم الحاكمين.

وفي ليلة تاريخه ختم النوري علي ابن الحكيم الشيخ العلامة شمس الدين محمد القزويني المقيم بالروم عند السلطان ابن عثمان في مقام الحنابلة، وصلّى خلفه جماعة من الأعيان وخطب بعد الفراغ خطبة حسنة، فالله يبارك فيه، ويجمع شمله بأبيه. وأبوه حكيم السلطان سليم ورأس الأطباء عنده.

وفي ليلة الجمعة ثاني تاريخه وصل إلى مكة قاضي القضاة المالكية الجديد الزيني عبد الحق النويري من عند الشريف بعد وصوله من جدة وإتيانه بحرًا من الصعيد متوليًا القضاء، فهناه الناس لذلك واغتم بعضهم بولايته، فالله تعالى يلطف بالمسلمين. [فإنه جاهل سفيه قليل الدين] (٢).

وفي ظهر تاريخه ختم قاضي القضاة الشافعي صحيح البخاري على العادة، حضره القضاة المتولون (٣) خلا الحنبلي وجماعة من الفقهاء أقل من العادة، وخُلِع على القاري


(١) بالأصل: كبير.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) بالأصل: المتولين.