فإنه لا يعرف أحوال الناس ولا يقدر على رضى كل أحد بل بلغني أن بعض أركان الدولة الذين كانوا صحبته خطفوا بعض المال الذي معه.
وفي يوم تاريخه قسم الأمير قاسم الشرواني نائب جدة المعمورة مَبَرة من عنده، يقال خمسمائة دينار على أرباب الشعائر بالمسجد الحرام وغيرهم من الفقراء كل واحد بحسب حاله بِهَنَاوَةٍ من غير مشقة، فإنه طلبَهم إلى منزله وأدخلهم عنده ثم أعطى كل واحد نصيبه وأخرجه. فصاروا يدعون له وذريته كذلك، فالله تعالى يؤيده ويخلف عليه خيرًا منه.
وكان أعطى قضاة القضاة ومعهم أرباب الشعائر من جدة كل واحد عشرين أشرفيًا وأكثر وأقل فوقع لذلك موقعًا عندهم وتضاعف دعاؤهم وثناؤهم عليه.
وفي ليلة الأحد ثالث عشريْ الشهر كان ختم الزمامية في صلاة التراويح بالمسجد الحرام على العادة فدُعي فيه لملك الأمراء نائب الديار المصرية بإشارة محبه وأحد المقربين عنده الخواجا شرف الدين ابن شيخ سوق الدهشة الحلبي فإنه أمر المقرئ بذلك. وكان ختم إمام الشافعية في ليلة أحد وعشرين فلم يدع له، وكان الدعاء له بعد السلطان سليم شاه والسيد بركات صاحب مكة، وبعده دعي لناظر المسجد الحرام ثم نائب جدة. وكانت العادة عدم الدعاء لنائب جدة لكنه أمر بذلك وتشوش لتأخيره بالدعاء بعد الناظر، فقُدم عليه بعد ذلك في ختم الحنفي في ليلة خامس عشريْ الشهر.
وفي ليلة الأربعاء سادس عشريْ الشهر حصل بمكة بعد المغرب رياح عاصفة وغيم مُطبق ثم انجلى ذلك من غير مطر وحصل سيل طالب (١) من خارج مكة بعد