للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفقراء لذلك في ثاني تاريخه فأعطى الوكيل لكل واحد أشرفيًا واحدًا (١) ثم تكاثر الناس عليه فأعطى كل واحد نصف دينار وأقل من ذلك، وأقام عندهم إلى قرب الظهر ثم انصرف عنهم ولم يعُمهم لكثرتهم، ورضى الناس غاية لا تُدرك.

وفي ليلة الخميس عشريْ الشهر مات الرئيس على زمزم النوري علي بن أبي عبد الله الكازروني الأصل المكي بعد طول وجعه بالحب الفرنجي، فجُهّز من ليلته وصُلّي عليه بعد صلاة (٢) عند باب الكعبة، وشيّعه جماعة من الفقهاء ودفن بالمعلاة في تربة أسلافه، وخلف أمًا وأخًا، وكان نزل بوظيفته من الرئاسة من مدة طويلة لشقيقه الفخري أبي بكر. فلما مات قبله أخذ النزول وجحد فعل ذلك، وفرح بموت أخيه، وأخذه الله بسرعة لشماتته بموت أخيه، لكنه أشهد على نفسه قبل موته بمدة أن نزوله لأخيه صحيح وذلك بواسطة قريبه الشيخ شهاب الدين العليف وتحذيره عاقبة ذلك، فإن أخاه خلف أيتامًا صغارًا (٣) عوضهم الله خيرًا وصبرهم.

وفي يوم تاريخه فرق الوكيل على الصدقة الهندية على الفقراء من النساء فكثر ازدحامهن (٤) عند ذلك فوقع الضرب عليهن (٥) من الغلمان الذين رفقته من أركان الدولة فتضررن (٦) بذلك كثيرًا وقد صرن (٧) يدعون عليه. وقد أساء التدبير في فعل ذلك،


(١) بالأصل: أشرفي واحد.
(٢) سقطت من النص الكلمة التي تعين الصلاة.
(٣) بالأصل: صارا.
(٤) بالأصل: ازدحامهم.
(٥) بالأصل: عليهم.
(٦) بالأصل: فتضروا.
(٧) بالأصل: صاروا.