للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلق من الفقهاء والتجار والعامة الرجال والنساء. فابتهج الناس به وسُروا برؤيته وباشر العقد عم العريس وابن عم الزوجة الزوجة قاضي القضاة شيخ الإسلام خطيب الخطباء وناظر المسجد الحرام صلاح الدين أبو (١) المحاسن محمد بن ظهيرة القرشي الشافعي، فكان العقد على قاعدة بني ظهيرة بمائتي مثقال. وبعد الفراغ شرب الحاضرون سكرًا مذابًا بعد البخور والماورد على العادة، وأنشد المقربون بعض قصائد، ودُعيَ بعد ذلك للسلطان سليم شاه ثم ملك الأمراء نائب الديار المصرية ثم لصاحب مكة ثم لنائب جدة ثم لناظر المسجد الحرام، وانصرف الخلق بعد تهنئة العريس وعمه، فالله تعالى يجعل ذلك مباركًا عليهم.

وفي عصر يوم الجمعة خامس الشهر ابتدئ في لعب العيري أمام منزل والد الزوجة بحارة قريش.

وفي ليلة السبت سادس الشهر ماتت نور الصباح الحبشية مستولدة الشيخ كمال الدين أبي البركات بن أبي الفضل الزين المكي، وكان توعكها نحو نصف شهر في الوادي وغيره وجاءت إلى مكة، فجهزت في ليلتها، وصلّي عليها ضحى تاريخها عند باب الكعبة، وشيّعها جماعة من الفقهاء ودفنت بتربة أسلاف سيدها في المعلاة بالقرب من الفضيل بن عياض رحمها الله تعالى وعوض سيدها خيرًا، وخلفت بنتًا سباعية.

وفي صبح يوم الإثنين ثامن الشهر عُملت فازة لعرس ابن أخي قاضي القضاة الشافعي في منزله بحارة بني ظهيرة في السويقة حضرها القضاة المتولون والمفصولون (٢)


(١) بالأصل: أبي.
(٢) بالأصل: المتوليين والمفصولين.