للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرهم من أهل الزوجين والفقهاء، وقدم لهم حلوى سكرية ولوز مُلبس، وكانت العادة معمولًا.

وفي صبح يوم الأربعاء عاشر الشهر حضر في فازة قاضي القضاة الشافعي خلق من قضاة القضاة المتوليين والمفصولين وغيرهم من الفقهاء والتجار الموجودين بمكة على دِكَكٍ من خشب متعددة لأجل خروج المؤذنة على العادة. فخرجتْ مؤذنتان إحداهما لجماعة الزوج وثانيتهما (١) للزوجة. فتوجهتْ إحداهما إلى القضاة المتولّين وهم في جهة من الفازة، وثانيتهما (٢) للقاضيين المفصوليين وهما في ناحية، فألصق كل واحد من القضاة على كل واحدة دينارين، ثم اجتمعتا عند غيرهم فألصق غالب الحاضرين على كل واحدة دينارًا واحدًا (٣) وبعضهم نصف دينار، فالتمّ من ذلك نحو الثمانين دينارًا وأكثر، ودقت الطبلخانة والمغاني عند خروجهما على العادة. وبعد ذلك قدم للحاضرين حلوى سكرية ومعمولًا عظيمًا، وسلم الناس على الزوج وعمه وانصرفوا.

وفي ليلة الخميس ثاني تاريخه كانت الغمرة من غير زفة للعريس لأنه وعمه لم يرضيا بفعلها. وكان السيد الشريف بركات سأل قاضي القضاة الشافعي عنها فقال: لم يفعلها، فلزما ذلك، ولعب النساء على العادة في ستارة فُعِلَتْ لهن (٤) أمام منزل والد الزوجة في حارة قريش.


(١) بالأصل: فخرج مؤذنتين أحدهما لجماعة الزوج وثانيهما.
(٢) بالأصل: وثانيهما.
(٣) بالأصل: دينار واحد.
(٤) بالأصل: لهم.