للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قاضي جدة ومباشروها (١) وغلمانه إلى محل العرضة في مكان يقال له أبو صريف (٢)، فوجد العسكر نازلين (٣) به في خيام فسلم عليهم وأكرموه بالقيام له وجلّسوه صدر المجلس والتأدب معه فأمرهم بالعرضة والركوب إلى البلد، فقالوا له: نحن الآن تِعابًا وفي غد ندخل إلى البلد، فانفض المجلس على ذلك وأقام عندهم للتأنّس بهم فأظهروا له مرسومًا من ملك الأمراء نائب الديار المصرية فيه الطلب بالتوجه إلى الأبواب الشريفة الخندكارية وعزله من نيابة جدة وتولية أمير العسكر حسين بك الرومي عوضه. فأجابه بالسمع والطاعة فقبضوا عليه فلما رأى ذلك عبيده وغلمانه المستخدمين معه أرادوا الهرب منهم ووقوع فتنة في البلد، فقبض العسكر على كثير منهم وقال الأمير قاسم الشرواني للنائب عوضه: بعضهم ملكي ويكون عندك وبعضهم مستخدم معي. قال: الأمر لهم يفترق كل ضعيف على حدة فافترقوا. فلما علم ذلك أخذ أسلحة المستخدمين من المدافع وغيرها وأطلقهم ووضع يده على العبيد المملوكين فوصى هو حسينا على أولاده وعياله ومخلّفه من الأثاث وغيره، وأرسل إلى مكة لولده الكبير إبراهيم ودواداره بها يوصيهما أيضًا فنقلا حوائجه من سكنه عند باب العمرة إلى منزل أولاده بالسويقة. وهي تحفٌ كثيرة فكان نقلهم لها يومًا وليلة. فالله تعالى يؤمنه ويُحسن خلاصه ويكتب له السلامة ويجعل عاقبته إلى خير فإنه لا بأس به في حق العرب.

ويقال إن السبب في عزله والقبض عليه مكاتبة السيد الشريف بركات صاحب الأقطار الحجازية بالحط عليه. وقيل سخط ملك الأمراء نائب الديار المصرية عليه لكونه


(١) بالأصل ومباشرينها.
(٢) أبو صريف بجدة: لم أجد ذكرًا لهذا المكان في ما بين يديّ من المصادر.
(٣) بالأصل: نازلون.