للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخلتْ عليه انصرفن (١) عنها بأمْره وطلبه لذلك لكونه يكتم ذلك مع علمه بالسماط الماضي وطول تراخيه في الدخول فإن بين عقده ودخوله قريب السنتين وله مقصد في ذلك الله أعلم به، فإنه كثير العظمة مع التحيّل. وأقامتْ معه مدّة أشهر وطلقها لعدم التفاته إليها ومناكدتها له.

وفي صبح يوم الأحد سادس عشريْ الشهر أمر نائب جدة بجمع نُظّار الأوقاف من الرّبط والمياضي التي بمكة واجتمع عنده منهم جماعة فذكر لهم ترجمانه أن أصحاب الأوقاف مقصدهم خير (٢) وهو يعين على فعله (٣) ومن كان تحت يده وقف يصلحه ويُكثر من الماء فيه ولا يحجره على أحد. فذكر بعض الحاضرين أن الربط أمرها منحصر على ساكنيها ويحصل من الطارئ عليهم، فطولِب بشرط الواقف وحصوله متعذر في غالب الأوقات لتقادم الزمن واختلاف النّظار وانفضّ المجلس على إصلاح الجهات، وإذا لم يكن للمحل وقف يَصرف عليه من عنده، جزاه الله خيرًا.

وفي ضحى تاريخه وصل إلى مكة سلطانها السيد الشريف بركات، أعزه الله تعالى، من جهة اليمن فهرع الناس للسلام عليه ودخل إلى مكة جماعة من الأعراب سرجًا (٤) لعرضة الحاج على العادة ولعبوا عند بيت الشريف صباحًا ومساءً على النّقّارة.

وفي صبح تاريخه دخل إلى مكة المشرفة جماعة من الحاج وأخبروا بقِلّتِه ورخاء السعر معه وطلوع ركب شامي على درب المصري رفقة الركب الغزّاوي.


(١) بالأصل: انصرفوا.
(٢) بالأصل: خيرا.
(٣) بالأصل: فعل.
(٤) بالأصل: صرحا.