للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كشي (١) من جهة الهند، ونيتهم التوجّه إلى جدة في هذا العام لأجل المراكب بها. فتشوشنا لذلك وجهّزنا هذا العسكر للإقامة بجدة وحفظ المراكب التي بها وإرسال بعضها (٢) إلى اليمن لإصلاحه. والحاضر يرى ما لا يراه الغائب. وعوّلوا في أمرهم على الشريف وأكّدوا عليه في الوصية بنائب جدة والعساكر المنصورة وإظهار التودد والمحبة له، أدام الله أيامه، وخلّد عليه إنعامه.

وبعد الفراغ من قراءة المراسيم دعى القراء للخنكار وملك الأمراء والشريف وولده ونائب جدة وناظر المسجد الحرام القاضي الشافعي. وتوجه كل منهم إلى منزله من غير طواف، وهنّأ الناس نائب جدة والشريف والقاضي. وسكن النائب في مسكن النائب قبله المطلّ على المسجد الحرام بالقرب من باب العمرة، وبعد توجّهه إلى منزله خلع خلعة على كبير التجّار من الأروام الخواجا بيري القرماني، ونادى في شوارع مكة بالأمان والاطمئنان وتنظيف الطرقات وأبواب المسجد الحرام. وسمعتُ أنه جعل أمر أبواب المسجد إلى جماعة من الأتراك الذين صحْبته وأعطاهم معلوما لذلك. فشرع الناس في التنظيف بهمّة زائدة ثم كشف عليهم بعد ذلك في ثاني تاريخه.

وفي ليلته دخل الخواجا بيري الرومي على زوجته .... (٣) ابنة الخواجا عبد القادر القاري وتوجّهَتْ له إلى منزله بالسويقة ومعها قليل من النسوة فلما


(١) كذا ورد الاسم بالأصل، وهي كوشان COCHIN مدينة على الساحل الغربي للهند تقع على ساحل الميليسار قريبة من كاليكوت وأصبحت تنافسها في الأهمية درسها وأبان مكانتها في العصر SERJEANT في كتابه: THE PORTUGUESE OFF THE SOUTH ARABIAN COAST، p. ١٤.
(٢) بالأصل: بعضهم.
(٣) سقط اسم الزوجة من الأصل.