وغيرهم إلى المعلاة، ودُفنتْ بالقرب من الفضيل بن عياض، رحمها الله تعالى.
وفي يوم تاريخه شُمّرتْ الكعبة الشريفة وجُردت عنها ثيابها إلى نحو ثلثها، على العادة، وكان إحرامها في الخامس من شهر تاريخه. وقُدّم ذلك لوصول العسكر أو لاختلاف الرؤية في مكة وجهاتها.
واتفق يوم تاريخه عمل عرْضة حسنة لنائب جدة من الزاهر خرج للقائه الشريف أبو نمي وعسكره وقاضي القضاة الشافعي وخلق من العامة، فخلع على الشريف أبي نمي وأخيه ثقبة والقاضي الشافعي والناظر بجدة القاضي زين الدين المحتسب، فدخلوا من باب المعلاة في أبّهة عظيمة وقُدّامهم العسكر بعضهم على خيل وغالبهم مشاة وأمامهم النفط وخلفهم السناجق السلطانية وطبلخانة الشريف والطبل والزمر. فلما وصلوا إلى باب السلام دخلوا منه إلى المسجد الحرام وجلسوا بالحطيم، فقرئ به مرسومان (١) من ملك الأمراء نائب الديار المصرية أحدهما للسيد بركات وثانيهما لنائب جدة مضمونهما الإخبار بولاية نائب جدة المشار إليه وعزل مَن تقدمه وتجهيزه بحرًا إلى الأبواب الشريفة، والوصية بالنائب الجديد والشكر منه ووُصِف بأوصاف حسنة من العقل والدين والمعرفة التامة وتَقَرّبه من الخنكار وملك الأمراء وإخبار الشريف بوصول مكاتباته إلى الديار المصرية والأعمال الرومية. وفيها الإخبار بوجود القحط والغلاء بمكة وسببه خباط اليمن من الأتراك المقيمين فيها، ووجود المهرة في البحر وقطْعهم الطرقات ونهبهم بعض الجلاب وقتل بعض وأخذ مالهم وتعرّضهم لجلاب القصير، وإشاعة إصلاح الفرنج المخذولين نحو خمسين مركبًا صغارًا في بلد