للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابهم، وأخذوا أمْتِعَتَهم وتوجهوا بها إلى اليمن. والله أعلم بحقيقة ذلك. [ولم ينتطحْ في ذلك عنزان] (١).

وفي ليلة الأحد رابع الشهر فُرّق الصر الشامي في قبّة الفراشين حضره جماعة من الفقهاء وبعض القضاة. وكان المتولي لتفرقته حامله الجناب العالي علي باي دوادار أمير الحاج الشامي، وهي في خرَقٍ مصرورة على العوائد القديمة. وكانت بطلتْ من مدة طويلة، وطلع مع الصر المعتاد هذا العام وقفٌ جديد من الشام يقال له وقف فرمة المعتصرة أوقفه المرحوم بكتمر بن عبد الله الحسامي. وكان الجراكسة وضعوا (٢) أيديهم ولم يوصلوه لمستحقيه من أهل الحرمين الشريفين. وقَرّر فيه الناظر القاضي تقي الدين القاري جماعة منهم كاتبه، وحمل لهم على حكم الصر المتقدم ذكره وقدره مائتا دينار منها ستون لسكان الأربطة بمكة غير منهم عشرون (٣)، فحصة كل رباط ديناران (٤) ونصف، وعشرة للشيخ أبي تراب في فقرائه في دار الخيزران بمكة، جزاه الله تعالى والواقف خيرًا بمحمد وآله.

وفي عصر يوم الإثنين خامس الشهر فُرِّق المبلغ الواصل من الشام من جهة البرج والغازية في قبة الفراشين بالمسجد الحرام، ولم يحضره أحد من القضاة، وكان مضافًا إلى الصرّ المصري.

وكان قاضي مصر الشافعي ومباشره زين الدين أبو (٥) بكر الظاهري كَتَبَا


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: وضعون.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٤) بالأصل: دينارين.
(٥) بالأصل: أبي.