للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غاية الخوف والوجل من عرب جغيمان وبني لام.

وفي صبح تاريخه سافر القاضي بدر الدين بن ظهيرة أخو قاضي القضاة الشافعي المفصول الصلاحي بن ظهيرة وردّ في ثالث يومه إلى مكة، ويقال إن السبب في ردّه جماعة الشريف بركات لأمره لتكلم (١) أخيه معه وخوفه من شكواه لملك الأمراء بالديار المصرية.

وقيل إنّ الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة الحلبي المسافر معهم أشار عليه بعدم سفره في هذا العام وأنه يقضي له حوائجه على ما يريد ويأخذ له منصب القضاء.

وفي يوم الجمعة سادس عشر الشهر سافر إلى جدة نائبها الأمير حسن بك الرومي ووادعه بعد صلاة الجمعة القاضي الشافعي الجديد النوري ابن ناصر وفوّض إلى ولده الثالث الشهابي أحمد قضاء جدة بحضرته ووصاه به فقال له: إذا فعل الشرع لا يحتاج مني وصية. فقال له والده: أولادي مكمّلون بحمد الله تعالى، فضحك لذلك هو والحاضرون، وأرسل معه ولده الثاني عبدوه الذي استخلفه ليكون موثقًا عنده في بندر جدة.

وكان نائب جدة تكلّم مع قاضي القضاة الحنفي بديع الزمان بن الضياء في النزول إلى جدة والحكم بها أو نيابة حنفي فيها فمال لفعل ذلك، فبلغ الشافعي الجديد ذلك فوقعت (٢) منه كلمات في حقه فترك لكون العادة جرت بحكم جدة للشافعي وحده. وكان مترددًا في تفويض ذلك إلى نائبها الأصلّي القاضي جمال الدين محمد ابن القاضي محب الدين بن ظهيرة وغيره. فامتنع من القبول مراعاة لقريبه المفصول، مع أن نائب جدة


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: فوقع.