للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يتحدث إلى وقت طلوع روحه وهو متوضئ للصلاة. وغاب عنه ولده الكبير الشيخ بركات بوادي منى بإشارة شيخ الشيوخ والطريقة محمد بن عراق فجاء له بعد العشاء فجهّزه وصلّى عليه عند باب الكعبة بعد صلاة الصبح، ودُفن في المعلاة بتربة بني زايد تحت الحجون على قبر ابتكره الشيخ فخر الدين الشلح لأولاد .... (١) له ثم دَفن الشيخ المتولي ولدا له أيضًا بأمر أهل التربة فنازع في دفْنه ابنة الشيخ فخر الدين الشلح وقالت: هذا القبر أعدّه والدي لنفسه ثم دُفن بغير مكة، وأنا جعلتُه لي مع أن والدتها مدفونة في غيره بالقرب منه ولازمتْ في إخراجه من القبر. فتكلم معها ولده وجماعة في إعطاء مبلغ أو حفر قبر لها عوضه فما وافقتْ على إبقائه إلّا بشرط أنها تَدفن عليه كل من مات عندها من حرّ أو رقيق. فأنكر ذلك عليها أشدّ الإنكار من كل أحد حيث حجّرتْ واسعًا وتملكتْ ما ليس لها لكون التربة مسبّلة. وأذن أهل التربة بدفن ذلك فيها مع وجود المتكلم وأخيها واطلاعهم على ذلك وحضورهم وقت الدفن وسكوته عن الكلام لكنه يظهر التبري وينسب ذلك إلى أخته ولم يفدها إلّا الملام، وترحّم الناس على الميت وذكروه بخير، رحمه الله تعالى وإيانا والمسلمين. وخلّف ولدين ذكرين وبنتًا وعدّة سراري وأملاكًا بمكة وجدة ونُسِبتْ إليه معاملات كثيرة الله أعلم بحقيقتها. [وخلّف عدة كتب نفيسة من محاسن كل فن وأكثرها كتب الفقه] (٢).

وفي عصر يوم الجمعة عشريْ الشهر مات الحاج يوسف الشامي الشهير بابن الطبّالة بعد كتابة وصية أسندها لشيخ الطريقة محمد بن عراق -نفع الله به- وجعل له مائة دينار ليشغل عين بازان ولصاحب مكة مائتي دينار ومثلها يُفَرّق على جماعة له، وأقرّ أنّ له أخا بالشام له عنده ألفا دينار ذهب عتيق واشترى بها بهارًا بجدة وله


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.