للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سفرة في الهند بثلاثة آلاف دينار ذكر أنه نذر أن يبني بها مسجدًا في الشاغور بالشام نظره للشيخ ابن عراق، ووُجد عنده نقْد (١) نحو المائة والخمسين. فباشر جهازه الشيخ محمد الحطاب وقسم بعض الدراهم التي (٢) أوصى بها في حياته، أعطى لخدام الكعبة عشرة أشرفية وللفراشين مثلها ولقاضي الشافعية الجديد مثلها وغير ذلك مما لا أتحققه، وذلك بأمر الموصي. وصُلّي عليه بعد صلاة الصبح يوم السبت ثاني تاريخه وُدفن بالمعلاة رحمه الله تعالى وسامحه فإنه كان يُتّهَمُ بكثرة المال والحرص على الدنيا مع كبر سنّهِ وملازمة صلاة الجماعة وتلاوة القرآن.

وفي ليلة الأحد ثاني عشريْ الشهر ماتت وردفان الجاركسية زوجة الإمام جمال الدين محمد ابن الإمام أبي السعادات الطبري الشافعي بعد توعّكها مدة فجهّزها زوجها في ليلتها وصلّى عليها بعد صلاة الصبح وشيّعها جماعة من الفقهاء وغيرهم ودُفنت بالمعلاة في تربة أسلاف زوجها. وخلّفت مُعتقتها بمصر، وحزن عليها زوجها فإنه يشكر منها لموافقتها له وصبرها وعقلها، رحمها الله تعالى وعوّض زوجها فيها خيرًا.

وفي ظهر تاريخه ماتت البنت المراهق أم هاني ابنة الخواجا جمال الدين محمد بن يعقوب الخصي الشامي بعد توعكها ثلاثة أيام. وزوجها ابن عمها الشهاب أحمد غائب في الهند (٣) قبل الدخول بها فجهّزها المتكلم على أملاكهم الخواجا أبو اليمن محمد بن علي بن محمد بن يعقوب الطهطاوي المكّي وصُلّي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة رحمها الله تعالى وعوضها في شبابها الجنة، وخلّفتْ أمّا حبشية وزوجا عاصيًا لها ولأبيها من قبلها، وحزن عليها العارفون لها.

وفي ثاني تاريخه ماتت أم القاضي إبراهيم ابن القاضي سالم المباشر والده عند


(١) بالأصل: نقدا.
(٢) بالأصل: الذي.
(٣) بالأصل: وزوجها غائب الشهاب أحمد في الهند.