أمير كبير أزبك بالقاهرة فجهّزتْ في يومها وصُلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربة الشيخ حاتم التي بناها، رحمها الله تعالى وإيانا. وخلّفت ولدها المذكور مريضًا بمكة وابنة بالقاهرة.
وفي يوم الخميس خامس عشريْ الشهر مات الفقيه العدل الأصيل شهاب الدين أحمد ابن الشيخ العلامة المعمّر القاضي شمس الدين محمد بن أحمد بن صدقة الصيرفي العسقلاني الأصل الشافعي الشهير كوالده بابن الصيرفي الشاهد باب السلام بعد توعكه نحو شهر حرقة على مبلغ سُرِق له كان مدفونًا في خلوة له يقال أزيَد من خمسين دينارًا ذهبًا ونحو العشرين فضة. فجهّز في يومه وصُلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعه جماعة من الفقهاء وغيرهم ودفن بالمعلاة وحزن الناس عليه كثيرًا فإنه كان ساكنًا منجمعًا عن الناس مع الحشمة والمودة وملازمة المسجد للصلاة والشهادة ﵀ وعوضه الجنة.
وفي يوم الإثنين تاسع عشريْ الشهر مات الفقيه الأصيل المفتي نجم الدين محمد ابن الشيخ العلامة مفتي المسلمين، عين الزهاد والمدرسين، جمال الدين محمد ابن الأمير دولات فجهّز في يومه وصلّى عليه عند باب الكعبة بعد صلاة العصر إمام الحنفية السيد عبد الله البخاري الحنفي بأمر أخيه البدري محمد. وشيّعه جماعة من الأعيان وغيرهم ودفن بالمعلاة عند أبيه في شعب النور. وعمره نحو أربع وعشرين سنة وبينه وبين موت أبيه نحو السنة. ومولده سنة ثلاث وتسعمائة، وحزن عليه أخوه وأخته وأمهم وكذا جميع معارفهم لشبابه وعقله وانجماعه عن الناس، ﵀ وعوضه في شبابه الجنة بمنّه وكرمه آمين.
وفي هذا الشهر كثر المرض والموت بمكة وأعمالها كجدة والأودية والبوادي وبلغ الأموات في كل يوم أزْيَد من عشرة أنفس الذين يصلون عليهم في المسجد الحرام، ويدخل المرض في كل بيت لكنه سليم العاقبة. فالله تعالى يلطف بالمسلمين