للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهندي الأمين على الصدقة الهندية المظفر شاهية بنية زيارة المدينة الشريفة وصحبته جماعة من الزوار، وكان برز حموله في الزاهر خارج مكة في يوم السبت ثامن عشريْ صفر وخرج معها بعد ثلاثة أيام بتجمّل زائد.

وفي أوله وصل قاصد من القاهرة المحروسة يقال له مسلم وتوجّه إلى السيد الشريف بركات صاحب الحجاز المنيف جهة اليمن ولم يُعلم خبره ثم أرسل الشريف أوراقًا إلى مكة لقاضيها كان الصلاحي بن ظهيرة وصحْبتها مراسيم الشريف وفيها جواب ما أرسله مع الحجاج أو قبلهم من جهة الوقعة مع الأروام في أيام الثمان (١) والاعتذار منه فيما فعل وأنه لا يرضيهم، وأكدوا على نائب جدة حسين الرومي في طاعة الشريف وإكرامه واحترامه وهو قد توجّه إلى اليمن بحرًا ولم يتعرض فيها لأخبار القاضي المعزول. وكان الشريف كاتب في أمره ويُقال أن جماعة كتبوا من القاهرة أن ملك الأمراء نائب الديار المصرية مصمّم في عزله ويتهدد المتكلم له بالتوجّه إلى إسطنبول، والله أعلم بحقيقة ذلك.

وفي ضحى يوم السبت سادس الشهر ماتت الطفلة البنت .... (٢) ابنة الشيخ العلامة المدرس شهاب الدين أحمد بن يوسف الزبيدي الأصل المكي الشافعي وعمرها سنة ونصف ووالدها غائب في شغل عين حُنين بأمر شيخ الشيوخ محمد بن عراق -نفع الله به- فجهّزها الشيخ في يومها وصلّى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعها جماعة من الفقهاء وقال الشيخ ابن عراق للرئيس بزمزم: نَادِ بالصلاة على الجنازة قبل صلاة الحنفي وبادر بالدعاء للشافعية قبلهم، فتشوش بذلك الشيخ المعتقَد عند الأروام نور الدين حمزة الرومي الساكن بمولد السيد أبي بكر الصديق، وتكلّم على الرئيس بسبب فعله ذلك فقال له: الشيخ محمد


(١) كذا بالأصل.
(٢) بياض بالأصل بمقدار كلمتين.