للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عراق أمرني بذلك، فسبّ الشيخ وذكره بأمور قبيحة أنكرها كل مَن سمعها وعابَها عليه مَن حضرها. فبلغ الشيخ كلامه فاحتسب عليه بالله تعالى وتوجّه إلى وادي منى لأجل العزلة والعبادة، نفع الله به عباده.

وفي صبح يوم الإثنين ثامن الشهر مات الشيخ المبارك المعتقد زين الدين عبد الرزاق ابن الشيخ الصالح المعتقد عفيف الدين عبد الله بن عامر المساوي البدري الأصل المكي، وكان توعّكه نحو جمعة بالحمى والباردة كوجع الناس في هذه الأيام. فجهّز في يومه وصلّى عليه ضحى تاريخه عند باب الكعبة تلميذ والده الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن بن أبي بكر النويري العقيلي. وشيّعه جماعة كثيرون ودفن بالشبيكة في تربة والده، رحمهم الله تعالى وإيانا ونفع بهم، وخلّف ولدًا ذكرًا -أظن- وأربع بنات وزوجتين، وترحّم الناس عليه وذكروه بخير. وبعض الناس قال: إن جماعة من فقراء والده يدعون عليه لأخذه تعلقهم في الصدقة الهندية التي كان السبب في تقريرها لهم بالهند. فالله تعالى يعفو عنه ويُرضي عنه خصماءه.

وفي صبح يوم الثلاثاء ثاني تاريخه وصل إلى مكة سلطانها السيد الشريف بركات وولده الشريف أبو نمي وجميع عياله و .... (١) فهرع الناس من الأعيان للسلام [عليه] (٢) وعلى ولده وهو مريض طلع له الحب الفرنجي .... (٣) والده دهانه، فالله تعالى يعافيه، ومن الأسواء يَقِيه.

وفي يوم تاريخه جاء الخبر إلى مكة بغرق طراد (٤) بالقرب من سواكن فيه جماعة من أهل مكة وغيرهم نحو الثمانين نفسًا. فممن هلك (٥) ونُعِيَ عليه أهله بمكة


(١) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٢) كلمة سقطت من الأصل.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٤) طرّاد وطرّادة: زورق سريع السير، سعاد ماهر: البحرية في مصر الإسلامية ٣٥٣ - ٣٥٤.
(٥) بالأصل: ذلك.