وفي ثاني تاريخه ماتت الشريفة عائشة ابنة الشريف أبي الخير محمد بن عبد اللطيف الحسني الفاسي زوجة الشرفي يحيى بن عبد القوي الثانية وأم أولاده الباقين، فجهّزت في يومها وصُلي عليها (١) بعد صلاة العصر ودُفنت بالمعلاة، رحمها الله تعالى.
وفي أثناء هذه الجمعة ادهن الشريف أبو نمي ابن السيد بركات صاحب البلاد لوجعه بالحَبّ، عالجه شخص هندي يقال له حسن بدهن بعض أطراف يديه، ومكث ثلاثة أيام ثم عوفي وزال ألمه، فحصلت لمعالجه إنعامات كثيرة من الثياب والدراهم وغيرها من جميع عائلة ابنه رجالًا ونساءً يُقال أزيد خمسمائة، والله المعطي والقاسم.
وفي ظهر يوم الأحد حادي عشريْ الشهر توجّه الشريف بركات وأهله إلى فريقه جهة اليمن، وماتت الشريفة زيلعة ابنة محمد بن أحمد بن سالم الشطي المكي وجهّزت في يومها وصلّى عليها بعد العصر بساعة قاضي الحنفية بديع الزمان بن الضياء القرشي وشيّعها جماعة كثيرون ودُفنت على قبر أمّها بالقرب من درب المعلاة. وخلّفتْ ولدين ذكرين من نزيل الكرام الريمي وتألمتْ بعده مدة وخطبها الأزواج فلم ترْض بهم. وكانت مباركة ملازمة على العبادة والخير، رحمها الله تعالى وإيانا.
وفي يوم الأربعاء رابع عشريْ الشهر فرّق أوائل صدقة السيد الشريف بركات صاحب البلاد على الفقهاء كحكم السنة قبلها وزيادة شيء يسير لزيادة المبلغ وهو ستمائة دينار، يقال إنها زكاة إبله، تقبّل الله ذلك منه وبارك له فيها، على يد الوزير كمال الدين محمد بن أبي علي المكي. فجعل لكل قاض متول ومعزول خمسة عشر أشرفيًا خلا الشافعي الجديد النوري ابن ناصر فعشرين والشافعي المفصول واطلع