للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحزن وذكرها بعقل وتدبير وحسن قراءة وتألم لفقدها مع أبويها، وهي ثاني مصيبة عليهما في هذا العام لفقد أخ لها غرق في البحر وجاءهم خبره في الشهر قبله. فالله تعالى يرزقهما الصبر ويعوّضهما فيهما خيرا ويرحمهما رحمة واسعة.

وفي يوم الأربعاء ثاني تاريخه وصل لمكة من المدينة الملك محمد بن شيخ علي القيلاني الوكيل على الصدقة المظفر شاهية الهندية -خلّد الله ملك مالكها- وصُحْبتُه جماعة منهم إمام الحنفية بها نور الدين علي بن محمد بن محمد الخُجُنْدي، وأخبرني أنه فرّق البر الواصل صحبته من الهند وقدّره أربعة عشر ألف دينار تكملة ثلاثين ألفا بالمبلغ الذي أخذ منه بجدة بأسماء المقررين وهو ستة عشر ألف دينار. وحصلت بسببه فتنة بين أهل المدينة الفقهاء والرافضة لقصد الوكيل في التفرقة عليهم جميعا فقال أهل السنة: العادة لا يُعْطى الرافضة شيئًا (١) من الصدقات. فلما سمع بعض الرافضة من أهل البَر (٢) قصدوا بعض الفقهاء إلى محلّهم وسطوْا ببعضهم منهم القاضي الحنفي المعزول الشمس محمد بن جلال الخُجُنْدي ووثبوا (٣) إلى الغور (٤) وقصدوا الشافعي الجديد السيد عبد الله السمهودي فسلّمه الله منهم بوصول القائد مفتاح البقيري وجماعة من بني حسين جاؤوا فزعا لهم لأجل إخماد الفتنة. وطُلِب أمير المدينة إلى المسجد النبوي وتكلم الفقهاء معه في إعطائهم غرماءهم فصار يحلف لهم بعدم معرفته لهم وأنه لم يطلع على القضية، فعُيّن له شخص منهم يعقد الأنكحة لهم فقال: هو ضعيف وليس له (٥). فعلموا مباطنته لهم فقاموا من المجلس على غير فصل. ونادى أمير المدينة بخروج الأشراف منها ليرضى الفقهاء


(١) بالأصل: شيء.
(٢) كذا بالأصل، ولعلها الشر.
(٣) بالأصل: ووثبة.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٥) كذا بالأصل.