للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نائبها حسين الرومي وانطلاق بَطْنِه، وطلب له الحكيم الشيخ مصطفى الرومي الحنفي فتوجّه إليه.

وتحقق المسلمون عدم وصول الفرنج المخذولين إلى جهة جدة وأن الإشاعة بوصولهم كان سببها سلطان اليمن إسكندر الجاركسي لكون نائب جدة الرومي كان عنده واجتمع به في البقعة ببندر زبيد وقدّم له هدايا كثيرة فخلع عليه وطلب منه التوجّه (١) صحبته إلى بندر عدن فقال له إسكندر: توجّه (٢) لها من البحر وأنا من البر، وسأله في إمداده بعسكر من الأروام والجراكسة مع آلة النفط فأعطاه قريب مائة نفس بآلتهم من المدافع وغيرها وهرب إليه مثلهم ثم أشاع وصول الفرنج إلى باب المندب وأنهم متوجّهون إلى بندر جدة فارتجف نائبها وخاف من توجّههم لها فقصد باحتها لأجل حفظها، فلما وصل إلى أثناء الطريق تحقّق عدم صحة ذلك وأنها فُعِلت مكيدة له فأحرق مراكب (٣) له وأخذ ما فيها. وأرسل إلى إسكندر يطلب منه العسكر مع المدافع وآلات الحرب التي صحبتهم فأجابه بأن العسكر لا أحكم عليهم وأنهم ما وافقوا إلى المجيء إليك، وأما الآلات فأنا محتاج إليها وهي عندي وديعة حتى أفرغ منها، وكأنه قصد أخذ عدن بها، فتمت له مكيدته، فتشوّش نائب جدة منه وعاد إلى محل ولايته واهتم بهذه الفعلة ووجع من قهره وخوفه من مرسله وأستاذه لكونه لم يكمل فيما توجّه بصدده. ولعمري إنّ هذه المكيدة مضرة بالمسلمين إذا بلغت الفرنج المخذولين فإنهم يطمعون فيهم ويحرصون على المجيء إليهم، فالله تعالى يخذلهم وينصر المسلمين.

ثم تحقق بعد مدة دخول الفرنج المخذولين من باب المندب وتوجّهوا من


(١) بالأصل: وتوجّه منه التوجّه.
(٢) بالأصل: أتوجّه.
(٣) بالأصل: مراكبا.