للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إحسانه.

وفي مغرب ليلة السبت سابع عشري الشهر طاف الشريف ثقبة وقري الشريف عرار بن عجل وخرجا من باب عزورة (١) للسفر إلى القاهرة فودعهما جماعة من الأعيان وسافر صحبتهما (٢) قاضي المالكية بمكة الزيني عبد الحق النويري بسؤاله للسيد بركات والد الشريف ثقبة وتجَوّهِه (٣) في ذلك بالشريفة أم المسعود ابنة عجل أخت الشريف عرار المذكور. ويقال إنها أخذت له من الشريف خمسين دينارا للإعانة بها على السفر وسألته في الوصية به عند ملك الأمراء بالديار المصرية والكتابة في مساعدته على ابن خصمه القاضي محيي الدين عبد القادر ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات الأنصاري المالكي الذي أخذ الوظيفة عنه، لإشاعة أنه سعى في الوظيفة لوالده من القاهرة فأجيبت (٤) ثم توقف ملك الأمراء وأحال الأمر إلى الخنكار بالروم لكون خصمه ولَي من هناك فامتنع الشريف من الكتابة له وقال: لا أدخل بين الفقهاء، وبينه وبين خصمه، فسافر إليه، فالله تعالى ينصر خصمه عليه ويأخذه من مأمَنِهِ ويخذله ويريح المسلمين منه، فإنه كثير ضرره وتعدّيه على الناس بالجهل والحمق والفجور وإثارة الفتن والشرور.

ورأيتُ بعض أهل مكة كتب فيه قصة بالشكوى منه وأرسلها لملك الأمراء نائب الديار المصرية صحبة جماعة ولد الشريف مضمونها: الفقراء إلى الله تعالى سكّان الحرم الشريف، وبلد الله المعظم المنيف، يقبّلون الأرض لدى المقر الأشرف العالي، صاحب المفاخر والمعالي، الأميري الكبيري العالمي القارئي الغوثي العتابي الكهفي الملاذي السيدي السندي الملكي المريدي المسددي المظفري كافل


(١) وهو باب حزورة من أبواب المسجد الحرام.
(٢) بالأصل: صحبتهم.
(٣) كذا بالأصل، ولعله لفظ عامي للدلالة على الاستجاهة.
(٤) بالأصل: فأحبت.