المملكة العلية، وملك الأمراء بالديار المصرية، أعز الله أنصاره، وضاعف اقتداره، وأيد بدولته السنة الشريفة، وأعزها بوجوده وجعلها مشرقة منيفة، ومتّع بحياته الإسلام والمسلمين، وأحيى به سيرة الخلفاء والسلاطين آمين.
آمين آمين لا يُرْضى بواحدة … حتى [تضاف](١) إليها ألف آمينا
ويُنهون أنهم ما زالوا رافعين أيديهم للمواقف الشريفة العثمانية، والصدقات المعظمة المظفرية، شرفها الله تعالى وعظّمها وثبّت قواعد مملكتها حول بيت الله الحرام، وفي ملتزم الذمام، وتحت ميزاب سُحب الأنعام، وفي مواطن الإجابة، بالأدعية الصالحة المستجابة.
ويعرضون على الأعتاب العالية، والرحاب المنيفة المتعالية، أن المتولي لقضاء المالكية بمكة المشرفة البهية، لا يصلح لمباشرة القضاء بها لانقياده لَهواه، واستيلاء الجهل عليه وكثرة خصامه ودعواه لأمور عظيمة، وارتكابه لأحوال غير مستقيمة، قادحة في الدين، مضّرة بالمسلمين.
ويسألون من الصدقات الشريفة، والمراحم المعظمة المنيفة، أن يكشف عنهم هذه النازلة العظيمة، والحادثة الأليمة، فإنه ورد في الآثار، وجملة من الأخبار، أن الملك يُسأل عن عماله، كما يسأل عن عمله وأحواله. وقد أجمع أهل الخير والصلاح، والرشد والفلاح، على بغض المتولي وكراهيته في الله، والثناء على مَن عزله بالقول المتناه، فإنه مشهور بالعلم والديانة، والعفة والنزاهة والصيانة، وقال فيهما بعض الفقهاء، والأدباء النّبهاء:
أتيتَ يا دهر بأمر عظيم … أصْخى به كل ذي علم عليم
الجاهل الناقص ولّيتَه … مَن حُكْمه ما زال حكما سقيم
عزلتَ بحر العلم حِبْر الورى … مَن نُطقه الفصل كدُرّ نظيم