للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعني الجلالي الذي ما له … مثل على منهجه مستقيم

لا زال والسعد له خادم … ودحض مَن عانَدَه مستديم

وقال بعض المتقدّمين في واقعة حال تصلح أن تكون فيهما بِيَقين:

أقام الترجمان لسان حال … عن الدنيا يقول لنا جِهارا

زمانا فيه قد وضعوا جلالا … عن العليا وقد رفعوا حمارا

وقال آخر في المعنى، وذكر جَدّهُ المَحلّل هنا:

ومن عجب أن الفضالة حرمت … على بَعْلها في مكة وهو الولي

فحلّلها العاري عن العلم إنّه … هو المستعار التيس نجل المحلل

وجيران بيت الله (١) الشريف، وسكان البلد المعظم المنيف، يكررون السؤال لمولانا ملك الأمراء - حرس الله مهجته، وبسط للأنام معدلته (٢) - ويتوسلون إليه بوجه العظيم الذي لا يُسأل به إلّا الجنة ويتشفعون لديه بنبيّ أوجب الله قبول شفاعته، وتعظيم مكانته، أن يصون منصب الشرع الشريف، ويولّي ببلاد الله من له عقل ودين وفضل منيف، فإن المتولي الآن ممن سار سيرة وضيعة، وارتكب أمورًا شنيعة، وغرّه جهله بالجاه، وإبلاغ هواه، فالله تعالى يقابله عن ذلك، ويلقيه في أعظم المهالك، ويحمي الإسلام من بقائه في جميع الممالك.

أنْهَوْا ذلك داعين، وللإجابة منتظرين، والحمد لله وحده. وكتب أكثر الصلحاء من المجاورين والمقيمين.

وفي صبح يوم السبت المذكور مات خادم بئر زمزم المعلم أبو الخير بن عبد الله المصري بعد توعكه مدة يسيرة وأوصى أنّ له أخا وزوجة بالقاهرة وزوجة بمكة ودَينًا عليه. وجعل وصيّه شيخ المالكية محمد بن عبد الرحمن الحطاب المغربي


(١) بالأصل: بيت.
(٢) كذا بالأصل.