للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطرابلسي - نفع الله به - فجهّزه في يومه وصلّى عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة وعارضت (١) الدولة وصيّه لغيبة وارثه، فراجع الشريف في أمره فسامحه وسأله الدعاء.

وفي صبح يوم الخميس ثاني عشري الشهر وصل إلى مكة محتسبا لها عوض الجمال محمد المواز ولاه الشريف بركات صاحب الحجاز، وهو قائد كبير مشهور بالعقل والدين اسمه شوفان بن بيسة (٢) عتيق السيد بركات بن حسن جد المولّي له، فتوجّه إلى المدعى في طريق المعلاة وصحبته الحاكم بمكة القائد مبارك بن بدر فالبسه خلعة هناك على العادة وركب فرسا وعاد إلى منزله بلا طبل وزمر. فتباشر الناس به لبركته وظهرتْ نتيجته في يومه برخص الحب ونزوله عن سعره المعتاد، بحيث بيعت الربعية بمحلقين إلّا ربعًا، وأقلّ من ذلك وأكثر قليلا، فالله تعالى يتمّ ذلك ويزيد في الرخص.

وفي يوم الجمعة ثاني تاريخه أرسل نائب جدة حسين الرومي جماعة لفتح بيت النائب قبله الأمير قاسم الشرواني وضبط ما فيه بحضرة قضاة البلد، فحضروا وفتحوا حواصله فوجدوا فيها كثيرا من التّحَف والأقمشة والسلاح والنقدين، الذهب يقال إن مجموع ذلك نحو لكّين (٣) فالفضة ثمان شكائر كبار، والذهب سبعة مراطبين (٤) وكانت (٥) تحت الأرض ودلَّهم عليها ولده الكبير لخوفه منهم وأن يوجد ذلك خفية بلا ضبط. فضُبط الجميع وخُتِم على البيت وأخرج أصحابه منه بسبب آخر،


(١) بالأصل: وعارض.
(٢) ورد اسمه سابقًا "شوفان بن بيشة".
(٣) اللّك: عدد يساوي مائة ألف بالهند وغيرها.
(٤) كذا بالأصل: جمع لكلمة "مرطبان" وهو إناء من الفخار، وقد ذكر العز بن فهد في غاية المرام ٢: ٤٤٤ أنّ عشرين ألف إفلوري وُضِعت في مرطبانين، وذكر المحقق (في الهامش رقم ا من نفس الصفحة) إنه مصطلح مكي.
(٥) بالأصل: وكانوا.