للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتصدّى البدري حسن قاوان لها وتعب فيها وكتب قائمة باسم فقهاء مكة وعيالهم وأتباعهم لكون الوكيل طلب تفرقة الباقي عنده من صدقة سلطانه - نصره الله تعالى - وأمر العدل ولي الدين أبا (١) زرعة المنوفي بالتوجّه إلى جدة لضبط ذلك، فبلغ القاضي الشافعي النوري ابن ناصر ذلك فكتب قائمة فيها الغثّ والسمين من الفقهاء والعامة وأرسلها إلى الوكيل صحبة رسالة بالحط على أبي زرعة ومنْعه من الشهادة وكتابة القوائم لأجل القاضي الشافعي المفصول الصلاحي ابن ظهيرة. وكتب بذلك ورقة لنائب جدة وبالحط على مخدومه، فمُقت لذلك، وعَرض فيه عرضا (٢) وأرسل الشريف بركات للوكيل يوصيه على أبي زرعة لمخدومه.

وفي يوم الجمعة ثالث عشر الشهر سافرت قافلة قليلة للمدينة الشريفة فيها إمام الحنفية بها النوري علي الخُجُندي، وتخلّف كثير من الناس لسماع الخوف بها لنزول العرب عليها.

وفي أثناء هذه الجمعة وصل جماعة منها على درب الماشي ومعهم أوراق من بعض أكابر أهلها اطلعتُ عليها ومضمونها: أنه قد حصل لأهل المدينة الشريفة ما لم يقع لهم نظيره قبل تاريخه وهو وصول طائفة من العرب يقال لهم آل ظفير ونزلوا في موضع يقال له البركة شامي المدينة الشريفة وقطعوا ثمارها وجميع ما كان في تلك الناحية من الثمار أيضا، ثم إنهم رحلوا وغابوا نحو الأسبوع وعادوا إلى شرقي المدينة ونهبوا من جمال الحدائق نحو التسعة. ثم إنّ أمير المدينة خرج إليهم ومعه جميع بني حسين وجماعة من الفقهاء وغالب أهل البلد وكان خيل الأمير ثلاثة أرؤس من غير زيادة، وصل الأربعين نحو الأربعين (٣) فأرسل كاتب هذه الورقة وهو القاضي


(١) بالأصل: أبو.
(٢) بالأصل: عرض.
(٣) كذا وردت الجملة مضطربة بالأصل.