الشافعي السيد عبد الله السمهودي للأمير ينهاه عن القتال لعلمه بعدم مقاومتهم للعدو، وأن يعطى ما يمكن إعطاؤه ويصالح به عن دماء المسلمين وأموالهم فامتنع، ووقع بينهم القتال فانكسر أهل المدينة الشريفة كسرة شنيعة بحيث قُتل منهم ثمانية أنفس اثنان الأشراف وواحد من الفقهاء والباقي من العامة، ومسكوا من أهل المدينة أربعة عشر رجلا منهم سبعة من بني حسين واثنان من الفقهاء ولم يرجع أحد من الفزع إلّا وهو مُصاب إما بالسلاح أو الحجارة، وغُلّقت أبواب المدينة وصارت خيل العدو تصل إلى باب البقيع والى تحت قلعة الأمير ولا يمكن الخروج إليه. فالله تعالى يلطف بالمسلمين وينصرهم على أعدائهم بجاه سيّد المرسلين. وفي يومه قطع نحو نصف ثمار المدينة وأفسدها وعزم على إفساد عمار قبا والعوالي فلم نر (١) لنا بُدّا من أن ندفع له خمسمائة دينار وفرسًا ومائة لمن كان واسطة حتى كفّ عن الإفساد وأخذ من الربطاء ما يزيد على الألف حتى أطلقهم. وكان الناس في وجل عظيم وإلى الآن هم على حالهم من الخوف، ولم يبق طائفة بالمدينة إلّا وحصل فيهم القتل والأسر والجرح، فلا حول ولا قوة إلّا بالله بتاريخ ثاني عشر جمادى الآخرة.
وأخبر الزوار بسفر العرب عن المدينة لما سمعوا بوصول الشريف أبي نمي ابن السيد بركات صاحب مكة وابن عمّته صاحب المدينة الشريف باز بن فارس بن شامان مع العسكر إلى الصفراء، فأقاموا بها إلى أن فاتهم العدو لأجل مصالحهم، وهو مسك بعض عرب الصفراء وقطع نخيلهم وتوجّهوا إلى ينبع، فالله تعالى يلطف بالمسلمين.
وفي يوم الجمعة عشري الشهر وصل الخبر لمكة من جدة بوصول زعيمة إليها فيها مراسيم لنائب جدة المتولي حسين بك الرومي ولولد المفصول البرهاني إبراهيم ابن الأمير قاسم الشرواني، وفيها الإخبار بإطلاق الأمير قاسم المشار إليه من