للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترسيم بالقلعة ونزوله إلى القاهرة مكرما معظما وتخيير ولده في الإقامة بمكة أو السفر إلى والده مكرما وتمكينه من تعلقات والده ومساعدته عليها. ففرح أهله بذلك ودقت النقارة عندهم، فالله تعالى يجمع شملهم ويُتِمّ سرورهم.

وفي ليلة الثلاثاء رابع عشري الشهر وصل إلى مكة العفيف عبد الله ابن القاضي الشافعي النوري ابن ناصر بالمبلغ الذي قبضه من معلوم الصدقة التي أوصى بها الحاج محمد شنيبل الشامي وهو ألف وثلاثمائة دينار بعضها قماش وبعضها نقد وتكملة المبلغ وهو سبعمائة تأخّر عند التجار المشترين للتركة، ويقال إنّ الدولة وصَّوا المرتهنة في عدم دفع المبلغ لهم حتى يصل قاصد ابن الشريف من القاهرة ويأتي بولاية صاحب الوظيفة قبله القاضي صلاح الدين بن ظهيرة. فنوى القاضي ابن ناصر تفرقتها بوصول ولده، وشرع في مهمّ لزواجه وزواج أخيه قاضي جدة الشهابي أحمد فلم يتمّ له مقصوده.

وفي ظهر تاريخه [وصل] (١) قاصد من عند الشريف لخصمه القاضي الشافعي بأخبار ولايته ووصول قاصده مسلم البدوي إلى الوادي ومعه مرسومان (٢) للقاضي أحدهما مطلق لكل واقف عليه بأخبار ولايته وثانيهما خاص به وفيه إرسال قاصد (٣) ملك الأمراء للخنكار لإخباره بولايته لابن الشريف وأنه يأخذ المعلوم الهندي من تاريخ الولاية وهي سابع شهر رجب. وفيها خرج القاصد من مصر ففرح القاضي صلاح الدين بن ظهيرة بذلك وقصده الناس لتهنئته ولم يتوجّهوا لخصمه مراعاة له وأرسل عبده على فرسه بمرسومه المطلق إلى جدة لنائبه بها بعد مواجهة الشريف بالوادي وأخذ مكاتبته لنائب جدة حسين بك الرومي يخبره بولايته فدخل جدة في ضحى يوم الخميس سادس عشري الشهر وأعطى المرسوم لنائبه


(١) كلمة سقطت من الأصل.
(٢) بالأصل: مرسومين.
(٣) بالأصل: قاصدا.