به إليه وتشوّش الأخيار لذلك، فلا حول ولا قوة إلّا بالله، وقدّر الله وصول أخي المّيت في الموسم فأخذ المال من جماعة الشريف، وعُدّ ذلك من بركة المّيت والوصي وعدل الشريف.
وفي عصر تاريخه توجّه السيد الشريف بركات إلى وادي مر بالدكناء وصحْبَته قاصده مسلم البدوي على نية السفر إلى القاهرة، وأودعه الناس أوراقًا كثيرة.
وفي يوم الأحد ثاني تاريخه شرع القاضي نور الدين في تفرقة الصدقة التي تحت يده وأوصى بها الحاج شنيبل الشامي وهي قماش ودراهم، فسمع القاضي المتولي الصلاحي بن ظهيرة فمنعه من ذلك وقال: أمر تفرقتها لي، فوقع بينهما كلام ومراسلة في ذلك واتفق الحال على التوقّف ومراسلة الشريف في أمرها. وتكلم القاضي الحنفي بديع الزمان بن الضياء فيها بحضرة الشافعي المتولي وطلب الزيادة فيما عُيّنَ له، وهو عشرون دينارا، فلم يوافق على الزيادة ثم اتفق الحال على رضا المتولي بتفرقة المفصول لها لكونه شرع في بعضها وعيّن غالبها لكثير من العامة لا يمكن إعطاء المتولي لهم شيئا ويحصل له بذلك الضرر بعد عمل مصلحته، ففرّقها المفصول بعد ذلك بمساعدة أولاده البدري حسين والعفيف عبد الله وصار أولهما يكتب أوصالا بخطه لكل من عين له شيء بحسب حاله ويعطي الوصل للثاني فيدفع له ما يخصّه قماشا ودراهما.
وعَيّنَ لكل قاض عشرين (١) أشرفيا وكذا فاتح الكعبة الشيخ عبد الله الشيبي والخطيب عبد الرحمن النويري والقاضي شرف الدين الرافعي ولكل نائب قاض عشرة أشرفية ولأئمة الحرم ومشائخه كل واحد ثمانية أشرفية وأنا منهم. فتكلم الأئمة فكمّلوا لهم عشرة أشرفية وزادوا القضاة أيضا خمسة أشرفية وجعلوا لأولاد الأئمة خمسة ولبقية الناس خمسة وأربعة وثلاثة وأقلّ من ذلك إلى ربع دينار. وردّ