للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمدينة - عامله الله بلطفه - وتاريخ الورقة في سابع عشري جماد الآخر سنة تاريخه.

وفي ضحى يوم السبت ثامن عشري الشهر طلب السيد الشريف بركات صاحب مكة الشيخ العلامة المبارك أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي المالكي الشهير بالحطاب - نفع الله به - وسأله بحضرة القاضي الشافعي الصلاحي بن ظهيرة وغيره عن مخلّف الحاج يوسف بن الطبّالة الدمشقي فأخبَره بوصيته الظاهرة فقال له: بلغني أنّ له نقدا عندك غير الذي ذكره في الوصية، فأنكره وقال: لا أعرف ذلك، فقال له الشريف: أنا أعتقدك وتحققتُ أنّ عندك المال، والناس - بحمد الله - في أمان، وما الحامل على الكتمان؟ فقال له: أنتم أعرف بذلك، وكان في المجلس ناظر المواريث الكمالي أبو الفضل بن أبي علي فقال للشريف: عندي جماعة يشهدون على الشيخ أنّ المال في منزله، فأنكر الشيخ ذلك، فقالوا نتوجّه إلى منزلك وننظره، فقال: افعلوا ما شئتم، فأمره الشريف بالتوجّه مع جماعته إلى منزله فتوجّه معهم امتثالًا لأمره فأراهم عبد الميت مع شخص كان حاضرا الوصية المخزن الذي فيه المال. فأمر جماعة الشريف الشيخ بفتح المخزن ففتحه لهم موافقة فأراهم العبد والشاهد محلّ المال وهو في صندوق كبير مغلق عليه بقفل ففتحها (١) جماعة الشريف فوجدوا فيها خمسمائة وستين دينارا ذهبا عتيقا وألفا (٢) وسبعمائة أشر في فضة وثمانية آلاف وسبعمائة قفلة فضة خالصة. قُوّم الجميع الألف دينار على ما يُقال.

وكان الميّت كتبها في وصية مخفية وقال: إنها وديعة عنده لأخيه الغائب وإذا حضر يدفعها الشيخ له، فأراهم الشيخ حينئذ الوصية، فقالوا له: لأي شيء أنكرتَ ذلك أولا؟ فقال لهم: كان يجب عليّ الإنكار. فأخذ المال جماعة الشريف وتوجّهوا


(١) أي الوصية والأمانة المذكورة سابقًا.
(٢) بالأصل: دينار ذهب عتيق وألف.