القاضي الشافعي وصاحب مكة السيد بركات، نصره الله تعالى.
وفي ليلة الثلاثاء ثامن الشهر وصل إلى مكة المشرفة الأمناء على الباقي من الصدقة المظفر شاهية الكجراتية ويقال إنها أربعة وعشرون ألف دينار وقيل سِتّة وعشرون ألفا، جعل للشريف منها ألفان وترك الثلث الذي كان يأخذه في الصدقات للمستحقين، ووزع بقية المال على غالب أهل مكة في دفتر كتبه العدل ولي الدين أبو زرعة المنوفي بجدة المعمورة بحضرة الأمين عليها الملك محمد ابن شيخ علي القيلاني. وتصرّف فيها مع شيخ الفراشين نور الدين علي بن أبي الفتح بن بيسق المكي ووزعوا الناس بحسب أغراضهم ويقال بإشارة القاضي الشافعي المتولي، وهو يتبرّأ من ذلك.
وهو درج كبير مرتب على البيوت وصدر في أوله بالأرامل والأربطة وختم بالعامة وجملتها في الدفتر على ما أشيع نحو سبعة آلاف دينار منها ألف وخمسمائة خاصة بالفقهاء وأتباعهم ونحو سبعمائة لأهل الأربطة التي بمكة وألفان لعامة مكة وثلاثة آلاف للأعاجم، وجعل لبيت السيد الإيجي نحو الألفين لكل نفر مائة دينار وأقلّ من ذلك، ولكل قاض أربعون دينارا غير عائلاتهم (١) فإنّ لكل شخص منهم عشرة أشرفية ودونها، ولكل نائب خمسة عشر أشرفية وأقلّ منها، وجعل لأئمة الحرم ومشائخه لكل واحد عشرة أشرفية وأقلّ منها، ولعيالهم من ستة وخمسة ودونها، ولكل شخص من أهل الأربطة ديناران وللعامة مثل ذلك وأكثر قليلا.
وسلّم المال للخواجا بدر الدين حسن بن حسين قاوان المكي والشيخ بهاء الدين الجهرمي العجمي والكاتب شاه مير العجمي والصيرفي سليمان بن محمد وغيرهم من جماعة الشريف ونائب جدة.
ووضعوا المال في المدرسة المظفرية بباب الصفا وشرعوا بها في التقسمة على