للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيد الشريف بركات الحسني وطلب منهم المحاسبة في المال الذي فرّقوه فحسبوه له فما اطلع إلّا على المبلغ المعين لشراء الدار وشغل العين وأروه خط الوكيل بذلك فطلب منهم الخدمة لنفسه فجُعل له على ما قيل مائة دينار وللشريف أبي نمي ابن السيد بركات ثلاثمائة دينار وللشريف عرار بن عجل مائة دينار ولجماعة (١) من الأشراف مائة أخرى تكملة ستمائة أشرفي. ويقال إنّ ذلك مكتوب في الدفتر وإنه من المخلف تحت يدهم.

وفي يوم الأربعاء سادس عشر الشهر سافر قاضي القضاة الشافعي الصلاحي ابن ظهيرة إلى وادي أرض خالد للتنزه والسلام على صاحب مكة السيد بركات، ففوّض الحكم في القضاء إلى ابن أخته القاضي محب الدين محمد ابن القاضي بهاء الدين أحمد بن ظهيرة القرشي الشافعي فباشر الحكم من يومه وهنّأه بعض الناس بذلك، وهو حقيق بها لما هو مشتمل عليه من المحاسن العديدة، والأوصاف الحميدة، كثّر الله من أمثاله، وزاد في أفضاله.

وكان قاضي القضاة الحنفي بديع الزمان بن الضياء توجّه إلى الوادي واجتمع بالشريف وشكا من القاضي الشافعي والأمناء على الصدقة الهندية فيقال: إنّ الشريف تشوّش من القاضي الشافعي وعتب عليه فيما فعل في الصدقة وربما لوّح له يعني ذلك بقبضه وجماعته لأسماء ليس لها وجود وكذا لغيره، فلَيّنَ له الأمر فمال إلى كلامه ولم يُصغ لغير ملامه.

وكان الشريف توجّه قبل وصول القاضي إلى هدة بني جابر وكشف على عين الحميرة لأجل إصلاحها وكون أهلها جعلوا لها جُعلا عليها، فالله يُجريها على يديه، ويجعل ثوابها لديه.

وفي ثلث ليلة السبت تاسع عشر الشهر مات القاضي جمال الدين محمد ابن


(١) بالأصل: لحماية.