للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخمسمائة لمشترى بقية بيت القاضي أبي السعود المشار إليه على ما عيّنه الوكيل بجدة. وذلك غير ما وُفّر من الصرف في كل دينار نصف محلّق وغيره من زيادة الصرف في الذهب. والنقصان في الفضة الحبجبية والسليمية للصيارف والمباشرين فتولّد من ذلك مبلغ كبير، وتشوّش كثير من الناس فيما عُيّن له وأطلقوا ألسِنتهم في القاضي المتولي وشاهده الكاتب على الصدقة المذكورة والأمناء عليها وواجهوهم بالإشارة وتوجّه بعضهم إلى الشريف للشكوى فيهم وكاتَبه جماعة من الأكابر في ذلك، فتشوّش الشريف منهم وكتب لبعض الناس أوراقا بالزيادة لهم منهم الزيني بيسنن ابن الشيخ عبد الله بن عمر بن بيسق وأخيه الشهابي أحمد والحط على قريبهم شيخ الفراشين النوري علي بن أبي الفتح بن بيسق، وأمر الشريف بأخذ شمع الحرم منه وإعطائه لهم. فامتثل قريبه ذلك ودفعوا إليهم فطاشوا بفعلهم وأنكر ذلك عليهم كثير من الفقهاء والعقلاء بآرائهم حفاظًا لمودتهم.

وفي ليلة الثلاثاء خامس عشر (١) الشهر سافر الأمناء والكتّاب والصيارف على الصدقة المذكورة إلى جدة المعمورة فجاءت إليهم عدة أوراق من الشريف بالصرف لأربابها والوصية بهم فلم يجدوهم فخاط الناس في ذلك وماطوا وكثرت القالات فيهم، فلما وصلوا إلى جدة في صباح يوم الأربعاء تالي تاريخه وجدوا بعض المراكب الهندية سافرت وفيها الأمين على الصدقة المظفر شاهية الملك محمد القيلاني، فأرسلوا له زعيمة مع الصيرفي وفيها الدفتر الثاني وأخبروه بالباقي من المبلغ فأمرهم بشراء بقية [دار] القاضي الجمالي (٢) أبى السعود بن ظهيرة وشغل عين حنين وكتب لهم خطه بذلك، فالله يَقِيهِ المهالك ويكتب له السلامة، في السفر والإقامة.

وفي ثاني تاريخها وصل إليهم الجمالي محمد بن مدهش كاتب صاحب مكة


(١) بالأصل: عشري، وهو خطأ صوبناه بناء على ما ورد في النص بعد ذلك.
(٢) بالأصل: بشراء القاضي جمالي.