لعياله بثلاثين أشرفية أخرى أخذها القاضي تاج الدين بن ظهيرة أخو قاضي القضاة الشافعي المتولي الصلاحي بن ظهيرة وقال: هي حصتي وأخي بدر الدين بن ظهيرة في الصدقة الشنيبلية. وكان أعطاه فيها عشرة أشرفية وردّها وأخوه غائب في القاهرة لم يذكره فأخذ كل منهما ما يدّعيه بيده ولم ينكر ذلك عليهم أحد، وعند الله تجتمع الخصوم، فلما رأى ذلك ولده قال لهم: أخبرونا إن كان يحصل لنا شيء وإلّا قُمتُ من المجلس، فكُتب له حينئذ وإخوانه ولعيالهم وصل بالذي لهم فقبضه وتوجّه إلى والده فلم يبدِ، ولم يُعِد، واستعان بالله تعالى عليهم.
وفي يوم الأحد ثاني تاريخه كملتْ قسْمة الأسماء المكتوبة في الدفتر على العامة وحضر عندهم الخطيب عبد الرحمن النويري بورقة من السيد بركات صاحب مكة وكان توجّه له إلى الوادي وفيها الوصية به وإعطاؤه عادته مثل القضاة، فإنه جعل له خمسة عشر دينارا أقل من النصف هضمًا له كولد القاضي ابن ناصر المفصول أيام ولايته فلم يوافقه أحد على مساواته بالقضاة بل خاصمه الكاتب على الصدقة الولوي أبو زرعة المنوفي ووقعت بينهما كلمات استطال بها المخاصم عليه وقام من المجلس صفر اليدين عاري الثديين، وتألّمَ لذلك بعض الناس لهضم مثله، فلا قوة إلّا بالله.
وفي يوم الإثنين رابع عشر الشهر نودي في شوارع مكة باجتماع الفقراء في حوش الدشيشة بسوق الليل وفي دار الخضر عند الخياطين ليفرق عليهم فضلة الصدقة المظفر شاهية فجمع في المحلين أزيد من ألفي نفس كما ذكر فأعطي لكل نصف دينار وزيادة وأكثر من ذلك فضبط ما فرق عليهم ألف دينار وزيادة.
وبعد ذلك حمل بقية المال من المدرسة المظفر شاهية إلى أحد أوقافها وهي قاعة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة بالسويقة. فحرّر الباقي فجاء ألفًا وثمانمائة دينار على ما أشيع وهي: ثلاثمائة دينار لشغل عين حنين وألف