للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبارك بن بدر ذلك فنادى لهم بترك اللعب والكف عن بعضهم حتى يصل الشريف بركات لمكة. فما سمع أهل المسفلة ذلك بل صلوا صلاة العصر في المسجد وتجمعوا أكثر من خمسين رجلًا وتوجّهوا إلى سوق الليل وحضروا لعب أهل فوق فاختفى بعضهم.

ثم في مغرب ثاني تاريخه ضرب محمد بن شهوان الشبيكي شيخ أهل فوق عبد الكريم ابن زرد به بجنبيته في رقبته وكان السبب في أخذ النقارة والاحتراس بهم ويقال انه اختفى في المعلاة عند قبة السيد بركات وما ظهر لما سمع النداء بالأمان لهم وأراد شكايتهم (١) عند الحاكم لما جاؤوه لمحلهم بعد النداء. فلما رأى ذلك هرب ودخل إلى المسجد والناس في صلاة المغرب والضارب له خلفه إلى أن وصل إلى الكعبة وتعصب لكل منهما جماعة وتكلم عليهم بل ضرب (٢) أخو المقتول من أهل المسفلة سياطًا على رجليه وجرس (٣) محمد شهوان الكائن بأمر نائب جدة وفي رقبته الحديد. وطعن في كل من أحد جنبيه الأيمن والأيسر بسكين وجنبيه لينظرهما الناس (٤) فداخل حينئذ أهل المسفلة الوسواس وما أخذوا ثأرًا لقتيلهم، فالله تعالى يظفر هم به.

وفي ضحى يوم الأحد ثالث الشهر وصل إلى مكة قاصد من مصر أرسله الشريف ثقبة ابن السيد بركات صاحب مكة واسمه معبر مولد (٥) لأهل الوادي فجاء معه بأوراق للشريف من ولده ثقبة وبأوراق من غيره، وأخبر بأنه خرج من مصر في سادس رمضان وصحبته قاضي المالكية بمكة الزيني عبد الحق النويري الذي توجّه معه


(١) بالأصل: شكيتهم.
(٢) كلمتان مكررتان بالأصل.
(٣) كذا بالأصل.
(٤) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٥) كذا وردت الجملة بالأصل.