للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورفقته بعض الحاج يقال أزيد من مائة حمل، فسر الناس بذلك ونادى الحاكم بمكة بالزينة سبعة أيام واللعب عند بيت الشريف على العادة، وتوجّه القاصد من يومه للشريف بركات جهة الحجاز فلاقاه في الطريق فعاد معه إلى مكة في يوم الثلاثاء خامس الشهر وأقام الشريف بمكة يومًا واحدًا وتوجّه في ليلته إلى وادي الدكناء (١) أحد أودية مر لإقامة له وملاقاة ولده.

وفي صبح يوم الإثنين رابع الشهر [اجتمع] (٢) شاه بندر جدة أحد المقربين لملك الأمراء نائب الديار المصرية الجناب العالي الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة وقاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة وقاضي القضاة الحنبلي بديع الزمان ابن الضياء وغيرهم من الأعيان في دار الخضر التي عند الحناطين لأجل تفرقة الدقيق الواصل لمكة في البحر. فاتفق رأيهم على إعطاء كل نفس عشرة أرطال فحرر لذلك مكيال من خشب فكيل به لكل واحد ثم يزنه القبّاني، فأعطوا أهل الدور المطلّة على المسجد ومن يقاربه فتضاعف الدعاء لمرسله لعموم الناس بالخيرات والصلة والمبرات فالله يتقبل منه ذلك.

وفي ظهر يوم الجمعة ثامن الشهر مات أحمد بن محمد الهندي السقّاء بالمدعى أحد المكويين (٣) من أهل المعلاة، فصُليّ عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بالمعلاة، وقال أصحابه: قتيلٌ بقتيل، وأهل المسفلة ما رضوا به.

وفي طلوع الشمس من يوم الأحد ثاني تاريخه وُلِدَتْ ابنتي المباركة، إن شاء الله تعالى، أم عبد الله عائشة والمدعوة ست الجميع وأمها أم الهدى زينب ابنة قاضي المسلمين نور الدين علي بن أبي بكر المرشدي الأنصاري الحنفي وقاست عليها شدة ثم خلّصها الله تعالى يضاعف لها ولي الأجر ويرزقنا الحياة لتربيتها وأختها


(١) بالأصل: الوادي الدكناء.
(٢) سقط فعل الجملة من الأصل، والإصلاح مقترح لأنه المناسب لمعنى الكلام.
(٣) كذا وردت الكلمة بالأصل.