للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعضدهما بذكر صالح يحصل به الخير.

وفي يوم الإثنين حادي عشر الشهر وصلت أوراق من الشريف بركات لقاضي القضاة الشافعي بمكة الصلاحي بن ظهيرة وغيره فيها الإخبار بنُصْرة ولده الشريف أبي نمي على شيخ بني لام عين الشرّ في القرب من المدينة الشريفة لتعديه (١) على أهلها، وقتل مقتلة كبيرة منهم أربعة من مشائخ العرب وسبعة عشر نفسا وهرب عين (٢) مغبونا في أربعة عشر فارسًا مجرحين بالبندق والنار انتقاما من الله لجيران نبيه المختار، واستولى على جميع حلته وقبض على الذي بها من رجال ونساء وكسب إبلا وشياه كثيرة وثلاثة وعشرين فرسًا وثلاثة دروع، وغير ذلك من الأصول والفروع، وأن ولده الشريف ثقبة وصل إلى ودّان ويدخل إلى الوادي في ثالث عشر الشهر. فسر الناس بأخبارهما وتحدثوا بسعدهما، وأمر الحاكم بمكة القائد مبارك بن بدر بزينة الأسواق سبعة أيام، ولعب العيري عند بيت الشريف بأجياد والعرضة كذلك في كل يوم صباحا ومساء.

وفي ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه توجّه محب الدين ابن أخي القاضي الشافعي لتهنئة الشريف وملاقاة أولاده في الوادي عوض عمه، لوجعه وانقطاعه في منزله، وتبعه قاضي القضاة الحنفي وابن المالكي الواصل صحبتهم وغير ذلك ممن يتردد لهم رجالا ونساء.

وتهيأ الشريف بركات لعمل سماط كبير لولده ثقبة في الوادي وتوجّه له من مكة كثير من آلات السماط والمباشرين لعمله. فوصل إلى والده في ليلة الأربعاء ثالث عشر الشهر فعمل له سماطا حسنا وحضره القضاة الذين في الوادي، وعادوا في ليلة الخميس ثاني تاريخه إلى مكة وصحبتهم القاضي المالكي الزيني عبد الحق النويري


(١) وردت الكلمة غير واضحة بالأصل.
(٢) وردت الكلمة غير واضحة بالأصل.