للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواصل صحبة ابن الشريف من القاهرة، فقصده الناس للسلام عليه فصار يظهر لهم عظمة نفسه وما حصل له مع ابن الشريف، خِفَّة منه على عادته.

وفي مغرب ليلة الجمعة خامس عشر الشهر وصل الشريف أبو نمي من الشرق (١) ظافرا على أعدائه، ونزل بستان نائب جدة جان بك في جهة الأبطح فأقام به إلى الصباح.

ووصل في أثناء الليل والده السيد بركات إلى مكة وصحبته ولده الشريف ثقبة وبقية العسكر لأجل الخلع والمراسيم الواصلة له من القاهرة. فلما صلّى الناس صبح الجمعة تهيأ الشريف أبو نمي لدخول مكة فهيًا خيله ورجله وأرسل إلى والده يخبره بذلك، فخرج إليه ورفقته عسكره ونائب جدة الأمير حسين بك الرومي والخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة شاه بندر جدة وغيرهم من عربان مكة وأهلها فلاقود عند بستان بيرم خجا بالقرب من تربة المعلاة فسلموا عليه ومشوا معه إلى تربة جده السيد محمد بن بركات فدخلوا إلى عند قُبَّته فنزلوا عن خيلهم فلبس الشريف أبو نمي خلعة أمير مكة [على] (٢) العادة وأخوه ثقبة خلعة النائب الثانية والشريف عرار بن عجل خلعة لصحبته الشريف ثقبة من القاهرة وكونه قاصد صاحب مكة وأمير جده خلعه وقاضي مكة المالكي خلعة قفطان وولده خلعة قفطان حمراء لطلب والده ذلك له من القاهرة لكونه توجّه صحبة ابن الشريف إليها فلم يطلع هو وولده فيها، وترك الشريف بركات لبس الخلعة هناك ومشى أمام العرضة قُدَّام أولاده مع جملة العسكر. فكانت العرضة عظيمة لاجتماع العسكر فيها والطبول والنفط ونشور الجيوش وآلة الحرب من السيوف والدرق والرماح وغير ذلك من الكسب. وابتهج الناس برؤيتها وسُروا ببهجتها. فلما وصلت العرضة


(١) بالأصل: الشريف أبو نمي صاحب من الشرق.
(٢) كلمة سقطت من الأصل أضيفت لتمام المعنى.