للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى باب السلام ترجل الشريف وأولاده وجميع الأكابر ودخلوا منه إلى المسجد الحرام وتوجّهوا إلى الحطيم لقراءة المراسيم.

فقرئ به للشريف ثلاثة مراسيم ولولده الشريف أبي نمي مثلها ولنائب جدة واحد، وللقضاة الثلاثة، خلا الحنبلي، ثلاثة.

وفي مراسيم الشريف وولده إخبارهما بوصول الشريف ثقبة إلى القاهرة وإكرامهم له بملاقاة العسكر من خارج البلد صحبة الأمراء المقدمين من الأروام وغيرهم منهم الأمير فرحات والأمسير موسى فرأوا الأمير خير الدين نائب القلعة وطلعوا صحبته إليها فواجهوا بها ملك الأمراء نائب الديار المصرية فأكرمه وعظمه وخلع عليه مع الواصلين صحبته وأنعم عليهم بالهدايا المرضية والخلع السنية.

وفوض إلى الشريف أبي نمي إمرة مكة لسؤال والده في ذلك وأشرك معه أخاه ثقبة في لبس الخلعة الثانية وأعفى الشريف من لبس الخلعة عند وصول أمراء الحاج، وعوّلوا في الأمر عليه مع إكرامه (١) والتودد له وتوصية ولده بالرعية والعدل فيهم، والرضا عن نائب جدة واجتماع كلمتهما لئلا يطمع فيهما العدو والمخذول. والإرسال إلى صاحب عدن في الاحتراز من إسكندر صاحب زبيد وإخباره بأن الخلعة التي لبسها من نائب جدة ليست من الخنكار وإنما لبسها من عنده وإن كان طائعًا يدوس البساط ويحصل الرضا عنه. والاحتراز من الفرنج، وأخذ العشور من الهندي الذي دخل عدن على العادة من زمن الأشرف قايتباي ولا يسامح أحدا (٢) من التجار إلّا بمرسوم ويترك الجلاب التي عملها الغوري. وولاية المدينة الشريفة والينبوع لمن يصلح لهما فإن أهل المدينة شكوا من أميرها باز بن فارس بن شامان وأمه الشريفة خزيمة أخت الشريف بركات وغير ذلك من إزالة الضرورات.


(١) بالأصل: الكرمية، والإصلاح مقترح.
(٢) بالأصل: أحد.