للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختصر القارئ من قراءة بعض المراسيم عند ذكر شكوى أهل المدينة من أميرها باز، وكان حاضر القراءة مع خاله الشريف بركات، فإنه كان مع ولده الشريف أبي نمي في الغزو.

وفي مرسوم نائب جدة غالب ما في مراسيم الشريف والتأكيد عليه في مصالحة الشريف واجتماع كلمتهما لئلا يطمع فيهما الأخصام.

وفي مرسوم القاضي الشافعي الإخبار بولايته لسؤال السيد بركات، وأنّ الشريف عرار يشافهه بما شافهوه به واختصر في قراءته بعدها ولم يقرأ لأحد من المراسيم تواريخ، وكذا مرسوما (١) القاضيين بديع الزمان بن الضياء والمالكي الزيني عبد الحق النويري الذي وصل صحبة الشريف ثقبة من القاهرة وفيهما استمرارهما على وظيفتهما، والإخبار بوصول المالكي صحبة ابن الشريف وإكرامهم له.

ورأيت في أوراق بعض المكيين الذين بالقاهرة أن ملك الأمراء كان عزم على عزله لشكوى الناس منه، وسعى أقضى القضاة محي الدين عبد القادر ابن قاضي القضاة الجلالي أبو السعادات الأنصاري المالكي في الوظيفة لوالده، فلما وصل مع ابن الشريف، بطّل ذلك مراعاة له، وإذا سافر معه يعزل في الموسم، فالله يحقق ذلك ويريح المسلمين من أحكامه وأحكام ولده.

وبعد الفراغ من قراءة المراسيم بالحطيم لبس السيد بركات وقاضي القضاة الشافعي كل واحد خلعة (٢) فعلى أولهما خلعة جوخ حمراء مبطنة بفرو سنجاب عال من خواص ملبوس ملك الأمراء بالديار المصرية، وعلى ثانيهما خلعة صوف أصفر. ثم طاف الشريف أبو نمي أسبوعا وتوجّه إلى منزله ووالده قبله والقاضي الشافعي إلى محله بزيادة دار الندوة ومشى الفقهاء معه، ثم لحق الشريف


(١) بالأصل: مرسومي.
(٢) بالأصل: حفلة.