للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو نمي بعد مشي بعض الفقهاء مع المالكي إلى محل منزله بباب البغلة (١). فلما وصل الشريف إلى منزله قلع خلعته وألبسها لنائب قاضي القضاة الشافعي وابن أخيه القاضي محب الدين أحمد بن القاضي بهاء الدين بن ظهيرة بيده بحضرة القاضي الشافعي المفصول نور الدين علي بن ناصر. فظهر الغيظ في وجهه، لكن ماذا يفعل الضعيف مع القوي. ومشى غالب الفقهاء أمام نائب الشافعي إلى منزل عمه بالسويقة وهنؤوه بها.

وعمل القاضي الشافعي للشريف مدّة لطيفة في منزله بأجناد وسافر الشريفة أبو نمي إلى الوادي في عصر تاريخه وامتدحه كثير من الشعراء بعدة قصائد قُدّمت لوالده لتهنئته بنصر ولده الكبير وقدوم ولده الصغير حفظهما الله تعالى، وأبقاه للمسلمين بجاه جده سيد المرسلين.

وفي ليلة الخميس حادي عشرى الشهر زُفّ ولد للجمالي محمد بن الفقيه عبد المعطي بن حسان وكيل الشرع الشريف لأجل طهارة من الصفا إلى سكن والده بالفلق بشموع الحرم ومفرعاته، ومشى معه خلق من الفقهام والعامة.

وفي ليلة السبت ثالث تاريخه عمل شراعا حضره بعض الفقهاء والتجار منهم قاضي القضاة الحنفي والجبيلي وألصقوا دراهم (٢) مجموعه قريب الخمسين كما أشيع. وفي صباحها ختن الولد هداه الله تعالى.

وفي ليلة الأحد رابع عشري الشهر عمل مولد شريف في منزل القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن شيخنا قاضي القضاة بالحرمين الشريفين نجم الدين محمد بن عبد الوهاب بن يعقوب المالكي حضره فاضيل القضاة الشافعي والجنفي وكثير من الفقهاء والتجار وغيرهم لأجل طهارة المحيوي عبد القادر ابن أخيه القاضي


(١) باب البغلة هو أحد أبواب المسجد الحرام من الجهة الجنونية وهو الذي ذكره الأرزقي باسم باب بني سفيان، قال عنه الفاسي "ولم أدر ما سبب هذه التسمية والشهرة" الفاسي: شفاء العرام ١٨١:١.
(٢) بالأصل: دراهما.