للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خيرا وكثّر من أمثاله.

وفي صبح يوم الخميس ثامن عشري الشهر ماتت القائدة أم الكمال ابنة مفتاح المغربي الحبشي الشريفي الحسني أخت ملحم المؤاخي مع بني إبراهيم، زوجة القاضي المالكي الزيني عبد الحق النويري، وكان تزوج بها سرا خلافا لقاعدة مذهبه ولم يسمع بذلك غالب أهل مكة إلّا بعد موتها منهم كاتبه، فجهّزت في ضحى يومها وصلي عليها عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة، وأخذ العزاء فيها الحاكم مبارك بن بدر لقرابته لها ولكونه تزوج بها أول أمرها. وخلّفت بنتًا وأملاكًا بالوادي وغيره، وختم لها بالمعلاة، رحمها الله تعالى وعفا عنها.

وفي هذه الجمعة تكلم الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن عراق - نُفع به - مع ولاة الأمر كالقاضي الشافعي والحاكم بمكة من جهة الشريف ونائب جدة الرومي في النداء للناس بعدم التوجّه إلى منى لأجل السبت في أول جمعة من شهر القعدة الآتي لإزالة البدعة من اجتماع الرجال والنساء وغير ذلك من المنكرات التي تحدث بها وبمسجد الخيف، فنودي بذلك في شوارع مكة، فأخذت الحمية بعض أهل الجاهلية وتكلموا مع القائد في التوجّه إليها لأجل العادة وأنهم لا يحدثون شيئًا من المنكرات، فتكلم مع الشيخ في ذلك ووافقه عليه، فيما سَمعتُ.

وفي ليلة السبت سلخ الشهر طلع نائب القاضي الشافعي مع الشهود إلى جبل أبي قبيس لرؤية الهلال على العادة فلم يروه.

وتوجّه في صباح تاريخه إلى منى جميع التجّار من الحلبيين والشاميين رفقة شاه بندر جدة الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة لأجل النزهة وشركتهم (١).

وحصل مطر بمكة ومنى وتباشر الناس به لحاجتهم إليه في منى لأن آبارها قليلة الماء والصهاريج التي بها يُحتاج إلى ملئها في هذه الأيام، وبلغت الراوية إلى


(١) كذا بالأصل.