للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جمال الدين محمد بن أبي الفضل ووالدة أولهما وعياله، فتوجّه الناس لتهنئتهم في منازلهم، تقبل الله زيارتهم وأخلف نفقتهم.

وفي يوم الخميس ثاني عشر الشهر نقض قاضي القضاة الحنبلي محي الدين بن ظهيرة القرشي حكم النوري علي ابن القاضي المكي الزيني عبد الحق النويري الذي حكمه للخواجا عباس تاجر السلطان على الفقيه عمر التاجر البطلانه في مذهبه وعدم موافقته لعدم غيره وذلك لجهله وإقدامه وتناوله الرشوة لأجل مرامه. وذكر أنه أخذ عليه مائة دينار، ونفذ على القاضي الحنفي بديع الزمان بن الضياء بخمسة وعشرين، وأخذ الوكيل الجمالي محمد بن حسان مثلهما والشاهدان (١) الجمالي محمد الصيرفي المصري والشرفي يحيى بن إدريس نحو الأربعين، ومات الشاهدان واختفى الخواجا عباس بعد ذلك لتكلم شاه بندر جدة الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة عليه وتهديده، فانزعج المالكي لذلك وكثر عليه الإشلاء وعلى ولده، فالله تعالى يطهّر مكة منهم ويريح المسلمين من أحكامهما.

وفي ليلة السبت رابع عشر الشهر مات القاضي مصطفى الرومي، وكان مباركا كثير العبادة والانجماع عن الناس، ومساعدة من يقصده في تفرقة الصدقة الرومية، وكثر الثناء عليه لذلك، فجهّز في ليلته وصلي عليه بعد صلاة الصبح ودفن بالمعلاة، ، وخلف ولدا كبيرا بمكة وآخر ببلده ونقدا مع كونه كان يسكن رباط الأشرف قايتباي وذلك لعزوبته وإظهار قلة ما بيده رحمه الله تعالى وعفا عنه.

وفي ثاني تاريخه نادى الحاكم بمكة القائد مبارك بن بدر بصرف المساعيد (٢)


(١) بالأصل: الشاهدين.
(٢) هي الدراهم المسعودية، نسبة إلى الملك المسعود يوسف ابن الملك الكامل محمد الأيوبي، ملك اليمن في بداية القرن السابع الهجري، انظر أهم المصادر التي ذكرت الدراهم المسعودية في ما كتبه د/ ضيف الله الزهراني في كتابه أسعار المواد الغذائية بمكة المكرمة خلال الفترة ٦٤٨ هـ - ٩٢٣ هـ، ص ١٠٦ هامش ٢٨، ص ١٠٨ هامش ٣٦، وهذا النص الذي أورده جار الله بن فهد يضيف معلومات جديدة عن أسعار صرف المساعيد بعد مقارنته بغيره من النصوص التي اعتمدها البحث المذكور سابقا.