للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل محلق باثنين وثلثين بزيادة نصف صرفه المعتاد وذلك لزغل (١) المساعيد بالنحاس وكثرتها ممن لا يُعرف فاعله فانحصر الفاعلون لذلك وتوقفوا في إخراجها بالأسواق، فقل وجودها وتشوش الناس لذلك وتكلموا مع الحاكم في بطلان ما نادي به، فلم يجبهم لغرضهم، فاستمر التوقف مدة ثم ظهرت المساعيد وهي الآن وزن المساعيد قدر المحلق المصروف بها فخف الأمر في زيادتها، فالله تعالى يلهم الحكام الشريعة سيد الأنام.

وفي ليلة الثلاثاء رابع عشري الشهر وصل الشريف أبو نمي ابن السيد بركات صاحب مكة من عند والده بالوادي، فهرع الأعيان للسلام عليه في صباح تاريخه ونادى بالعرضة لأهل مكة وجدة والأودية التي حوالي مكة فعرض أهل مكة في عصر يومهم.

وفي مغرب ليلة الأربعاء ثاني تاريخه وصل قاصد من أهل ينبع من عند صاحبها يخبر عن الحاج على العادة وجاءت معه أوراق من بعض المكيين الواصلين رفقة الحاج، وفيها أن الحاج كبير وفيه جملة من الأعيان.

ووصل من أهل مكة: القاضي محي الدين عبد القادر المالكي من غير وظيفة لوالده لتوعكه ومعارضة بعض أرباب الدولة له بسبب جاء خصمه بمرافقة ولد الشريف لما وصل صحبته إلى القاهرة، فالله تعالى يخذله ويأخذه من مأمنه، وعديله المحبي ابن الشيخ أيوب والجمالي أبو السعود القرشي والقاضي بدر الدين بن ظهيرة الشافعي ومعه مرسوم بالنيابة عن أخيه بمكة وجدة والزيني عبد الواحد ابن الشيخ محمد الشيبي. وأن الشيخ برهان الدين البصري وصل من الروم إلى القاهرة وصحبته مرسوم بولاية قضاء الشافعية بمكة، فعارضه ملك الأمراء نائب الديار المصرية ومنعه من التوجّه إلى مكة وقرر له خمسين دينارا نصف صرة الشيخ أبي الفتح بن مظفر


(١) الزغل: الغشّ.